نور في الظلام
رابط القصة: عالم القصص
كانت “نور” فتاةً صغيرة تعيش في قرية صغيرة محاطة بالغابات الكثيفة. كانت نور محبوبة بين أهل قريتها بفضل لطفها وابتسامتها الدائمة. كانت دائمًا تشعر بأن لديها هدفًا خاصًا في حياتها، لكنها لم تكن تعلم ما هو.
البداية
ذات ليلة مظلمة وعاصفة، انقطعت الكهرباء في القرية بأكملها. حل الظلام في كل مكان، وأصبحت القرية وكأنها ساحة من الغموض والخوف. استيقظت نور على صوت الرياح القوية، وتسلل شعور غريب بداخلها؛ شعور أن شيئًا ما ينتظرها في تلك الليلة.
المغامرة تبدأ
قررت نور الخروج لتفقد الوضع والتأكد من أن الجميع بخير. أخذت مصباحها اليدوي وغطاءً ثقيلًا لتقي نفسها من البرد، وانطلقت في شوارع القرية. أثناء سيرها، لاحظت أن الضوء الخافت لمصباحها يلفت انتباه بعض الحيوانات الصغيرة التي خرجت من مخابئها.
في منتصف الطريق، سمعت صوتًا غريبًا قادمًا من الغابة. كانت نغمة موسيقية هادئة، لكنها مليئة بالحنين. لم تستطع مقاومة فضولها، فقررت تتبع الصوت. كلما اقتربت، زادت النغمة وضوحًا، وأصبحت تشعر بأن هناك رسالة موجهة إليها.
اللقاء المذهل
وصلت نور إلى شجرة كبيرة تبدو قديمة جدًا، وعلى جذعها كان هناك نقش غريب يبدو وكأنه خريطة. بمجرد أن لمست النقش، أضاء المكان بنور خافت، وظهر أمامها كائن غريب يشبه الجنّية، لكنه مغطى بجناحين شفافين يعكسان ألوان قوس قزح.
قالت الجنية: “مرحبًا يا نور. لقد كنت أنتظر هذا اليوم منذ زمن طويل. أنت المختارة لتعيد النور إلى القرية، لكن رحلتك لن تكون سهلة.”
المهمة الصعبة
أعطتها الجنية بلورة صغيرة مضيئة وأخبرتها أن عليها أن تجد ثلاثة مصادر للنور موزعة في أماكن خطيرة داخل الغابة. هذه المصادر هي ما سيعيد الحياة إلى القرية. قبل أن تتمكن نور من طرح الأسئلة، اختفت الجنية تاركة إياها وحدها.
المغامرة في الغابة
بدأت نور رحلتها في الغابة مستعينة بالبلورة لتوجيهها. كانت الغابة مظلمة ومليئة بالأصوات المرعبة، لكنها لم تستسلم. أثناء سيرها، واجهت أول تحدٍّ: نهر متدفق بقوة وعليه جسر متكسر. استخدمت ذكاءها وشجاعتها لبناء طريق آمن باستخدام الأخشاب المتناثرة.
بعد عبور النهر، وجدت أول مصدر للنور: زهرة تتوهج بلون ذهبي. بمجرد أن لمستها، شعرت بدفء يسري في جسدها، ورأت انعكاسًا صغيرًا للنور في البلورة.
التحدي الثاني
استمرت نور في رحلتها حتى وصلت إلى وادٍ مليء بالصخور الكبيرة. كان عليها أن تتسلق للوصول إلى القمة، حيث لاحظت نورًا خافتًا. أثناء التسلق، كادت أن تفقد توازنها أكثر من مرة، لكنها تذكرت كلمات الجنية وشعرت بالقوة. عند وصولها إلى القمة، وجدت مصدر النور الثاني: بلورة صغيرة مخفية بين الصخور.
المواجهة الأخيرة
كانت المهمة الأخيرة هي الأصعب. وجدت نفسها أمام كهف مظلم يخرج منه صوت زئير عميق. لم تتردد ودخلت الكهف حاملة مصباحها. في الداخل، واجهت مخلوقًا ضخمًا يشبه الذئب، لكن عينيه كانتا مضيئتين بنورٍ غريب. أدركت أنه يحرس آخر مصدر للنور.
بدلاً من الهجوم، قررت نور التحدث إلى المخلوق بلطف. أخبرته أنها جاءت لإعادة النور إلى قريتها وأنها لا تريد إيذاءه. ببطء، بدأ المخلوق يهدأ، وسمح لها بالاقتراب. عند لمسه، ظهر آخر مصدر للنور: كرة صغيرة متوهجة.
العودة والانتصار
عادت نور إلى الشجرة القديمة حيث قابلت الجنية أول مرة. وضعت البلورة مع المصادر الثلاثة، وامتلأ المكان بنور ساطع أعاد الحياة إلى القرية. استيقظت القرية على أضواء جديدة، وكان الجميع ممتنًا لنور.
أصبحت نور بطلة القرية، وعرفت أن رسالتها في الحياة هي نشر النور والأمل أينما كانت.
سؤال للقارئ
لو كنت مكان نور، هل كنت ستتمتع بالشجاعة لمواجهة التحديات أم كنت ستتردد؟ شاركنا رأيك في التعليقات!