مكتبة الذكريات المفقودة

مكتبة الذكريات المفقودة

https://elgazwey.group/

في زاوية هادئة من مدينة صغيرة تقع مكتبة غامضة لا يعرفها سوى القليلون. كانت تُسمى “مكتبة الذكريات المفقودة”، وقد اكتسبت هذا الاسم بسبب قدرتها الغريبة على إعادة الذكريات التي يعتقد الناس أنهم فقدوها إلى الأبد.

في صباح أحد الأيام، قرر شاب يدعى يوسف زيارة هذه المكتبة بعد أن أخبره صديقه عنها. كان يوسف يبحث عن ذكرياته المفقودة مع جدته التي رحلت قبل سنوات، فقد شعر دائمًا أن هناك شيء ناقص في حياته، كأنه فقد جزءًا من نفسه.

عندما دخل المكتبة، استقبله رجل مسن بابتسامة دافئة. كانت جدران المكتبة مغطاة بالكتب القديمة والمخطوطات الغامضة. قال الرجل المسن: “أهلاً بك في مكتبة الذكريات المفقودة. كيف يمكنني مساعدتك؟”

أجاب يوسف بتردد: “سمعت أنك تستطيع مساعدتي في استرجاع ذكرياتي مع جدتي.”

ابتسم الرجل وقال: “كل كتاب هنا يحمل ذكريات شخص ما. لكن عليك أن تعرف أن استرجاع الذكريات ليس أمرًا سهلاً. يتطلب ذلك مواجهة مشاعرك وأحيانًا أسرارك التي كنت تخفيها عن نفسك.”

قاده الرجل إلى رفٍ مليء بالكتب ذات الأغلفة الملونة. أشار إلى كتاب صغير عليه اسم يوسف. عندما فتح يوسف الكتاب، شعر بتيار من المشاعر يغمره. رأى نفسه طفلاً يجلس بجانب جدته في حديقة منزلهم. كانت تحكي له قصصًا عن الأبطال والخرافات، وتعلمه كيف يزرع الزهور.

بينما كان يتصفح الكتاب، ظهرت أمامه لحظة لم يتذكرها من قبل. كان ذلك اليوم الذي أخذ فيه جدته إلى الطبيب، وهي تبتسم رغم الألم. شعر يوسف بالدموع تملأ عينيه وهو يدرك كم كانت قوية ومدى حبها له.

https://elgazwey.group/

بعد أن انتهى من قراءة الكتاب، نظر إلى الرجل المسن وقال: “هذا الكتاب أعاد لي ذكريات ثمينة. أشكرك من أعماق قلبي.”

أجاب الرجل بحكمة: “الذكريات ليست فقط ما نحتفظ به، بل هي أيضًا ما نتعلم منه. الآن، دورك أن تستخدم هذه الذكريات لتصبح شخصًا أفضل.”

خرج يوسف من المكتبة بشعور جديد، كأنه استعاد جزءًا من روحه. بدأ يتواصل مع أفراد عائلته أكثر ويقضي وقتًا أطول في تذكر اللحظات الجميلة التي عاشها.

لكن السؤال الذي ظل يراوده: هل يمكن أن تكون هناك ذكريات أخرى مخبأة في هذه المكتبة؟

والآن، عزيزي القارئ، إذا أتيحت لك الفرصة لاسترجاع ذكرى مفقودة، فما هي الذكرى التي تود أن تستعيدها؟