قلعة الرمال الذهبية

قلعة الرمال الذهبية

عالم القصص

في صباح يوم مشرق، كانت ندى تقف على شاطئ البحر مستمتعة بأشعة الشمس الذهبية التي انعكست على سطح المياه. لم تكن تعلم أن هذا اليوم سيغير حياتها للأبد. كانت تحمل بين يديها دلوًا صغيرًا ومجرفة، مستعدة لبناء قلعتها الرملية كعادتها كل صيف.

ندى فتاة في الثانية عشرة من عمرها، تعشق قضاء الوقت على الشاطئ. لكن هذا الصيف كان مختلفًا؛ فقد قررت أن تبني أكبر قلعة رملية يمكن أن تشاهدها عين. عكفت طوال النهار على جمع الرمال المبللة بالماء، وصنع أشكال وأبراج مستوحاة من القلاع التاريخية التي قرأت عنها في كتبها.

بينما كانت تعمل بإتقان، لاحظت شيئًا غريبًا وسط الرمال. كانت هناك قطعة صغيرة من الزجاج المتلألئ بألوان قوس قزح. التقطتها بحذر، ولاحظت أنها تحمل نقشًا غامضًا. لم تفهم النقش، لكنه بدا وكأنه ينتمي لعالم آخر.

عادت ندى إلى منزلها وهي تحمل القطعة الزجاجية بشغف. عرضتها على جدها، الذي كان دائمًا شغوفًا بالحكايات والأساطير. بمجرد أن رآها، تغيرت ملامحه وقال: “هذه ليست قطعة عادية، يا ندى. هذا رمز لِكنز قديم يُقال إنه مدفون في قلعة الرمال الذهبية.”

أصرت ندى على معرفة المزيد. روى لها جدها قصة قديمة عن قراصنة كانوا يخفون كنوزهم في قلاع رملية كبيرة، ومن ثم يتركون إشارات سرية لمن يستطيع فك رموزها. كان يُقال إن قلعة الرمال الذهبية تحمل أثمن كنز على الإطلاق.

لم تستطع ندى النوم تلك الليلة. قررت أن تبدأ رحلة البحث عن الكنز. في الصباح التالي، جمعت معداتها ودعت صديقتها المقربة، سارة، للانضمام إليها. انطلقتا معًا إلى الشاطئ، مستعينتين بالخريطة التي رسمها جدها بناءً على وصف النقش.

مع مرور الأيام، واجهت الفتاتان تحديات كثيرة. اكتشفتا سراديب رملية غريبة، وحلتا ألغازًا محفورة على الصخور. كانتا تتبعان إشارات الشمس والظل، مقتنعتين بأنهما تقتربان من هدفهما. وفي يوم مشرق آخر، وصلت ندى وسارة إلى موقع بدا مختلفًا عن كل الأماكن التي زارتاها من قبل. الرمال كانت متلألئة كأنها مرصعة بالذهب.

بدأتا بالحفر بحذر، وبينما كانتا تعملان، ظهرت بوابة حجرية صغيرة تحت الرمال. عندما فتحتاها، وجدت الفتاتان صندوقًا قديمًا مليئًا بالجواهر والذهب. لم تصدقا أعينهما. كان هذا هو الكنز الذي تحدث عنه جد ندى.

لكن لحظة السعادة لم تدم طويلاً. ظهر رجل غريب الأطوار يدعي أنه حارس الكنز. قال: “هذا الكنز ليس ملكًا لأحد. إنه يخص كل من يحافظ على جمال هذا الشاطئ.” أدركت ندى وسارة أن عليهما اتخاذ قرار مهم. قررتا إبلاغ السلطات المحلية لتأمين الكنز واستخدامه لتحسين الشاطئ وحماية البيئة.

بفضل شجاعتهما، أصبح الشاطئ مكانًا أجمل. بُنيت مكتبة صغيرة للأطفال، وزُرعت الأشجار على طول الساحل. ولم تنسَ ندى أبدًا تلك القطعة الزجاجية الصغيرة التي قادتها إلى هذه المغامرة.

هل كنت ستتخذ نفس القرار لو كنت مكان ندى؟ شاركنا رأيك في التعليقات!