غابة الشياطين: الحكاية التي لم تُروَ
في إحدى القرى النائية حيث تمتزج الطبيعة بجمالها البكر مع الغموض الذي يلفها، كانت هناك غابة تُعرف باسم “غابة الشياطين”. رغم اسمها المخيف، إلا أن أحدًا لم يتجرأ يومًا على اكتشاف ما تخبئه خلف أشجارها العملاقة وظلالها الكثيفة.
البداية: دعوة إلى المجهول
عالم القصص
كان “كريم”، شابًا مغامرًا، يعيش في تلك القرية. دائمًا ما كان يسأل كبار السن عن سبب تسمية الغابة بهذا الاسم، لكنهم كانوا يتهربون من الإجابة، محذرين إياه من الاقتراب منها. “الشياطين تراقب من يدخل هناك”، هكذا قال له الجد “حسن”، وهو رجل يبلغ من العمر ثمانين عامًا، عاش معظم حياته بجوار الغابة.
لكن كريم لم يكن يؤمن بالخرافات. الفضول قاده ذات يوم ليقف عند حدود الغابة، متأملًا الظلال التي تلقيها الأشجار العملاقة وكأنها بوابة إلى عالم آخر.
الدخول إلى الغابة
عالم القصص
في يوم غائم، قرر كريم أن يكتشف الغابة بنفسه. أخذ معه حقيبة صغيرة تحتوي على مصباح، زجاجة ماء، وخنجر صغير. عندما وطأت قدمه أولى خطواته داخل الغابة، شعر وكأنه دخل عالمًا مختلفًا. كان الجو باردًا بشكل غير طبيعي، والأصوات غريبة وغير مألوفة.
بعد ساعات من المشي، وجد كريم نفسه في منطقة مليئة بالأشجار المتشابكة. فجأة، سمع صوتًا أشبه بضحكة مكتومة. التفت حوله لكنه لم يرَ أحدًا. ثم رأى نقشًا قديمًا على إحدى الصخور: “لا تعبث بما لا تعرفه، وإلا لن ترى النور مجددًا.”
اللقاء مع الظلال
عالم القصص
واصل كريم طريقه، لكنه شعر وكأن شيئًا ما يراقبه. بعد دقائق، ظهرت أمامه مجموعة من الظلال على هيئة أشخاص، لكن ملامحهم لم تكن واضحة. تحدثت إحدى الظلال بصوت غامض: “ما الذي أتى بك إلى هنا؟ هذه ليست أرض البشر.”
كان كريم متوترًا لكنه حاول الحفاظ على رباطة جأشه. قال: “أنا هنا فقط لاستكشاف المكان. سمعت الكثير من الحكايات عن الغابة وأردت معرفة الحقيقة.”
ردت الظلال: “كل من دخل هنا لم يعد أبدًا. لكننا سنمنحك فرصة. عليك أن تحل اللغز أو تكون نهايتك هنا.”
اللغز الغامض
عالم القصص
قدمت الظلال لكريم لغزًا مكتوبًا على لوح حجري: “أنا شيء يتحدث دون صوت، أضيء الظلام لكني لست بنار. إذا عرفتني، ستخرج سالمًا. وإذا لم تعرفني، ستظل هنا إلى الأبد.”
بدأ كريم يفكر بعمق. حاول تذكر كل ما قرأه وسمعه عن الألغاز. مرت الدقائق كالساعات، والظلال تنتظر بصمت. ثم، وبابتسامة واثقة، قال: “الإجابة هي الضوء!”
فجأة، بدأت الظلال تتلاشى، وظهر ممر مضاء أمامه. سمع صوتًا يقول: “لقد نجحت، لكن لا تعد أبدًا.”
النهاية: العودة إلى القرية
عالم القصص
عاد كريم إلى القرية، لكن شيئًا ما بدا مختلفًا. الناس ينظرون إليه وكأنهم لم يتعرفوا عليه. حتى الجد حسن قال له: “أنت تشبه كريم، لكن عينيك تحكيان قصة لم نعهدها.”
منذ ذلك اليوم، أصبح كريم يُعرف في القرية باسم “الناجي من غابة الشياطين”، لكنه لم يتحدث أبدًا عن التفاصيل. كان يكتفي بالقول: “هناك أشياء لا يجب العبث بها.”
هل لد
يك الجرأة لدخول غابة الشياطين لو كنت مكان كريم؟