طموح فتاة صغيرة

رحلة طموح سارة

في إحدى القرى البعيدة، عاشت فتاة صغيرة تُدعى سارة. كانت تبلغ من العمر عشر سنوات فقط، لكنها كانت تمتلك روحًا مميزة وشغفًا لا حدود له. نشأت سارة في بيت متواضع، حيث كان والدها يعمل نجارًا، ووالدتها تهتم بالأعمال المنزلية. كانت العائلة تكافح لتوفير حياة كريمة، لكن رغم الصعوبات، كانت سارة دائمًا تجد الأمل والطموح في قلبها.

الحلم الأول

في أحد الأيام، بينما كانت سارة تلعب في الحقل القريب من منزلها، رأت طائرة تحلق فوقها. كانت هذه أول مرة ترى فيها طائرة عن قرب. ظلت تنظر إلى السماء بعينيها البريئتين وهي تتساءل: “كيف يمكن لشخص أن يطير؟ كيف يمكنني أن أكون في السماء يومًا ما؟” منذ تلك اللحظة، قررت أنها تريد أن تصبح طيارة.

عادت إلى المنزل وهي مليئة بالحماس، وأخبرت والدتها عن حلمها. ابتسمت الأم بحب، لكنها كانت قلقة من طموح ابنتها. كيف لفتاة صغيرة في قرية بسيطة أن تحقق حلمًا يبدو مستحيلاً؟

البداية الصعبة

بدأت سارة بالسؤال عن الطائرات وعن كيفية قيادتها. كانت تجلس لساعات تحت الشجرة الكبيرة في قريتها تقرأ الكتب التي تعطيها إياها معلمتها في المدرسة. كان بعض الناس يسخرون من طموحها، قائلين: “فتاة صغيرة من قرية صغيرة تريد أن تصبح طيارة؟ هذا مستحيل!” لكن سارة لم تستسلم أبدًا.

كانت والدتها تدعمها بطريقتها الخاصة. ذات يوم، قامت بشراء دفتر صغير وطلبت من سارة أن تكتب كل ما تريد تحقيقه في حياتها. كتبت سارة في الصفحة الأولى: “سأصبح طيارة يومًا ما”.

الطريق إلى المعرفة

كان في القرية مكتبة صغيرة يديرها رجل كبير في السن يُدعى العم محمود. كان هذا الرجل مصدر إلهام لسارة، فقد اعتاد أن يخبرها قصصًا عن أشخاص غيروا حياتهم بالإصرار والعلم. أصبح العم محمود صديقًا ومعلمًا لسارة، وبدأ يقدم لها الكتب عن الطيران والعلوم.

مع مرور الوقت، بدأت سارة تتفوق في دراستها، خصوصًا في الرياضيات والفيزياء. كانت تستيقظ مبكرًا لتساعد والدتها في الأعمال المنزلية قبل الذهاب إلى المدرسة. لم تكن تترك دقيقة واحدة دون أن تقضيها في التعلم أو التخطيط لمستقبلها.

العقبات والفرص

عندما بلغت سارة الخامسة عشرة، علمت بوجود مسابقة علمية على مستوى المحافظة. كان موضوع المسابقة هو “ابتكار يساعد في تطوير الطيران”. قررت سارة المشاركة، لكنها لم تكن تمتلك الموارد أو الأدوات اللازمة.

توجهت إلى العم محمود، الذي اقترح عليها استخدام المواد المتوفرة حولها لتصميم نموذج طائرة صغيرة. عملت لأسابيع على هذا المشروع، وبالفعل، نجحت في تصميم نموذج أثار إعجاب الجميع في المسابقة. حصلت على المركز الأول، وكانت هذه الجائزة بداية طريق جديد.

الطريق إلى السماء

بعد انتهاء المدرسة الثانوية، حصلت سارة على منحة دراسية لدراسة هندسة الطيران في المدينة. كان الانتقال من قريتها الصغيرة إلى المدينة الكبيرة تحديًا كبيرًا، لكنها تعلمت كيف تتأقلم. عملت بجد في دراستها، وواصلت تطوير مهاراتها.

في الجامعة، بدأت تتعرف على أشخاص يشاركونها نفس الشغف. شاركت في مسابقات دولية، وقامت بتصميم طائرة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية، مما جعلها تلفت الأنظار إلى موهبتها.

الحلم يتحقق

بعد سنوات من الدراسة والعمل، تخرجت سارة بمرتبة الشرف، وحصلت على وظيفة في إحدى شركات الطيران الكبرى. لم يكن الطريق سهلًا، لكنه كان يستحق كل لحظة من التعب.

وفي أحد الأيام، بينما كانت سارة تقود أول رحلة طيران لها كقائدة، نظرت من نافذة الطائرة إلى الأرض وتذكرت قريتها الصغيرة. شعرت بالامتنان لكل من دعمها وساندها في رحلتها.

النهاية

قصة سارة ليست فقط عن تحقيق حلم، لكنها عن الإيمان بالقدرات والعمل الجاد.

سؤالي لك: ما هو الحلم الذ

ي تؤمن أنه سيغير حياتك؟ وكيف ستعمل لتحقيقه؟