سر الكتاب الأسود

سر الكتاب الأسود

كان يومًا عاصفًا حينما قررت ليلى أن تتوجه إلى مكتبة الحي القديمة. كانت هذه المكتبة مهجورة تقريبًا، ولم يكن أحد يرتادها إلا نادرًا. دائمًا ما جذبتها الكتب القديمة والروائح التي تعج بها رفوف المكتبات. أثناء تجولها بين الأرفف المغبرة، وقع نظرها على كتاب قديم بغلاف أسود يحمل نقشًا ذهبيًا غامضًا.

عالم القصص

ترددت ليلى للحظة قبل أن تمد يدها لتمسك بالكتاب. كان يبدو مختلفًا عن بقية الكتب، وكأن الغبار لم يمسه قط. فتحت الكتاب بحذر وبدأت تقرأ:

“إلى قارئ هذا الكتاب، أنت الآن جزء من سرٍ قديم، سر سيغير حياتك إلى الأبد.”

تسارعت دقات قلبها، لكنها استمرت في التصفح. احتوى الكتاب على صفحات مكتوبة بلغة غير مألوفة، وبعض الرسوم الغريبة التي بدت وكأنها خرائط أو مخطوطات قديمة. في نهاية الكتاب، وُجدت ملاحظة تقول:

“إذا أردت اكتشاف الحقيقة، توجه إلى الغابة المظلمة عند حلول منتصف الليل.”

عالم القصص

ترددت ليلى كثيرًا قبل أن تقرر ماذا تفعل. هل تتبع هذا الإرشاد الغريب؟ أم تترك الكتاب وتعود إلى حياتها العادية؟ لكنها في النهاية، غلبتها فضولها.

عند منتصف الليل، حملت مصباحها وانطلقت نحو الغابة المظلمة. كانت الرياح تعصف والأشجار تبدو كأنها تهمس بأسرارها. تبعت ليلى خريطة بدت وكأنها مرسومة في ذهنها بعد قراءة الكتاب. قادتها إلى مكان مغطى بالضباب الكثيف حيث وجدت بوابة حجرية قديمة.

عالم القصص

دخلت ليلى من خلال البوابة، لتجد نفسها في عالم آخر تمامًا. كان المكان مليئًا بأضواء غريبة وأصوات غير مألوفة. رأت كائنات صغيرة بحجم الكف تطير في الهواء وتصدر أضواء ملونة. توجهت ليلى إلى بناء يبدو وكأنه قصر قديم مغطى بالأحجار الكريمة.

داخل القصر، وجدت رجلاً عجوزًا يجلس على عرش من الذهب. نظر إليها مبتسمًا وقال: “أخيرًا، وصلتي.”

“من أنت؟” سألت ليلى بدهشة.

“أنا حارس السر. والكتاب الأسود الذي وجدتيه هو مفتاح عالمنا. لقد اخترناك لتكوني جزءًا من هذا العالم ولتحملي إرثنا.”

عالم القصص

بدأ العجوز يشرح لليلى أن الكتاب يحتوي على تعاويذ قديمة وأسرار تمكن من يحملها من تغيير العالم. ولكن مع القوة تأتي مسؤولية عظيمة. سألها العجوز إن كانت مستعدة لقبول هذه المسؤولية.

وافقت ليلى، ومنذ تلك اللحظة أصبحت جزءًا من عالم مليء بالمغامرات والأسرار. تعلمت كيف تستخدم الكتاب بحكمة وأصبحت قادرة على حل الألغاز وإنقاذ الأرواح.

لكن السؤال الذي ظل يراودها هو: لماذا اختارها الكتاب من بين الجميع؟ وهل ستكون مستعدة لمواجهة التحديات القادمة؟

سؤال للقارئ:

ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان ليلى؟ هل كنت ستتبع التعليمات وتغامر بحياتك؟ شاركنا رأيك!