رسائل من العدم: قصة غامضة عن الأرواح المفقودة
كان الليل هادئًا، إلا من صوت الرياح التي تعصف بأوراق الأشجار في قرية صغيرة نائية. في قلب القرية، كانت تعيش ليلى، فتاة في العشرينات من عمرها، تعمل كمعلمة في المدرسة الوحيدة هناك. رغم صغر القرية وبساطة حياتها، كانت ليلى تشعر دائمًا أن شيئًا غريبًا يحيط بها، وكأن العدم يرسل لها إشارات لا تستطيع تفسيرها.
الرسالة الأولى
في إحدى الليالي الباردة، وبينما كانت ليلى تقرأ كتابًا على ضوء مصباحها الضعيف، سمعت صوت سقوط شيء في الخارج. عندما خرجت لتتفقد الأمر، وجدت رسالة صغيرة موضوعه على عتبة منزلها. كان الخط غريبًا ومائلًا، وكأنه كُتب على عجل. كان نص الرسالة بسيطًا:
“ساعدني… أنا في الظلام.”
تجمدت ليلى في مكانها. من أرسل الرسالة؟ ولماذا يطلب المساعدة منها تحديدًا؟ نظرت حولها، ولكن الشارع كان خاليًا تمامًا. قررت الاحتفاظ بالرسالة داخل درج مكتبها دون إخبار أحد.
البحث عن الإجابة
في الأيام التالية، لم تستطع ليلى التركيز على أي شيء. الرسالة كانت تسيطر على أفكارها. من حين لآخر، كانت تشعر أن شخصًا ما يراقبها، لكن كلما التفتت لم تجد أحدًا.
قررت ليلى أن تبحث عن تفسير لما يحدث. سألت الجيران إذا ما كان أحدهم قد رأى أي شيء غير طبيعي، ولكن الإجابة كانت واحدة: لا شيء. الجميع أكدوا أن القرية هادئة ولم يحدث فيها ما يثير الشكوك.
الرسالة الثانية
بعد أسبوع، وبينما كانت ليلى تعود من المدرسة متأخرة، وجدت رسالة أخرى على عتبة بابها. هذه المرة، كانت الرسالة تقول:
“لقد اقتربوا… احذري من العتمة.”
بدأت ليلى تشعر بالخوف الحقيقي. من هم؟ ولماذا عليها أن تحذر من العتمة؟ قررت أن تذهب إلى صديقتها المقرّبة، ندى، التي كانت تعمل كطالبة دراسات عليا في علم النفس، لتخبرها بما يحدث.
ندى حاولت تهدئتها وأخبرتها أن الأمر قد يكون مجرد مزحة من شخص يريد إخافتها، لكن ليلى لم تكن مقتنعة.
كشف السر
في إحدى الليالي، قررت ليلى مراقبة المنزل. جلست خلف نافذتها، مستعدة لمواجهة من يرسل الرسائل. حوالي منتصف الليل، لاحظت حركة غريبة في الحديقة الخلفية. خرجت بحذر، وفي يدها مصباح صغير.
عندما وصلت إلى الحديقة، وجدت رجلاً مسنًا يجلس بجوار شجرة ضخمة. كان يحدق في الأرض، ولم يلتفت إليها عندما نادته. اقتربت منه بحذر وسألته:
من أنت؟ ولماذا تترك هذه الرسائل؟
رفع الرجل عينيه ببطء ونظر إليها بنظرة حزينة. قال بصوت خافت:
أنا مجرد رسول. الرسائل ليست مني، بل من أرواح لا تستطيع العبور.
الأرواح المفقودة
بدأ الرجل يشرح لها أن هذه الأرواح تعلق بين عالمنا وعالم آخر عندما تموت بشكل مفاجئ دون أن تحقق هدفها في الحياة. بعض الأرواح كانت تبحث عن السلام، وبعضها الآخر كانت تحمل غضبًا دفينًا.
سألته ليلى:
ولماذا أنا؟
أجابها:
لأنك تملكين النقاء الذي يجعلهم يثقون بك. أنت الوحيدة التي تستطيع مساعدتهم.
المواجهة الأخيرة
في الليلة التالية، استيقظت ليلى على صوت غريب داخل منزلها. عندما خرجت من غرفتها، وجدت ظلالاً تتحرك على الجدران، وكأنها تحاول أن تتحدث إليها. شعرت بالخوف، ولكنها قررت أن تواجه الأمر بشجاعة.
أخذت الرسائل ووضعتها على الطاولة، ثم قالت بصوت عالٍ:
ماذا تريدون مني؟
فجأة، هدأت الظلال، وظهر ضوء خافت أمامها. سمعت صوتًا يقول:
شكراً لأنك سمعتنا.
ثم اختفى كل شيء، وعادت الأمور إلى طبيعتها. لم تظهر أي رسائل أخرى بعدها.
الخاتمة
رغم انتهاء الحادثة، إلا أن ليلى لم تنسَ أبدًا تلك الليالي الغامضة. كانت تعلم أن هناك الكثير مما لا نراه أو نفهمه في هذا العالم، وأن الأرواح قد تكون أقرب مما نظن.
والآن، عزيزي القارئ، هل تؤمن بأن الأرو
اح يمكنها التواصل معنا، أم تعتقد أن كل ما حدث كان مجرد خيال؟ شاركنا رأيك!