الوردة المفقودة

الوردة المفقودة

في يوم من الأيام، في قرية صغيرة تقع بين أحضان الجبال، كانت هناك حديقة ساحرة تشتهر بجمالها وألوانها البهيجة. كانت تُعرف بين أهل القرية باسم “حديقة الأمنيات”. وسط هذه الحديقة، كانت تنمو وردة فريدة من نوعها، بلونها الأحمر الداكن وعطرها الذي يعبق الأرجاء. كانوا يسمونها “الوردة المفقودة”، لأنها لم تكن تظهر إلا مرة واحدة كل مئة عام.

بداية الحكاية

كانت القرية تستعد لمهرجانها السنوي، وكان الجميع يتحدث عن ظهور “الوردة المفقودة” هذا العام. كانت التقاليد تقول إن من يجد هذه الوردة ويعتني بها سيُحقق أمنيته الكبرى. تمنى الجميع العثور عليها، ولكن كان هناك شاب يُدعى “يوسف”، كان حلمه أن يعيد السعادة لوالدته المريضة. كانت والدته قد فقدت قدرتها على الحركة منذ سنوات، وكان يوسف يسعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق حلمها بالعودة إلى حياة طبيعية.

رحلة البحث

في صباح يوم المهرجان، استيقظ يوسف مبكرًا وقرر الانطلاق إلى الحديقة قبل الجميع. كان يعلم أن العثور على الوردة ليس بالأمر السهل، لأن الحديقة واسعة ومليئة بالأشجار الكثيفة والزوايا المخفية. أخذ معه حقيبة صغيرة تحتوي على ماء وبعض الطعام، بالإضافة إلى دفتر صغير كان يدون فيه أفكاره وأحلامه.

دخل يوسف الحديقة وتوجه إلى أعماقها حيث لم يجرؤ أحد على الذهاب من قبل. كانت الأشجار تتشابك بأغصانها، والطيور تغني بألحانها، مما أضاف جوًا من الغموض والسحر إلى المكان. بدأ يوسف يبحث بحذر، لكنه لم يجد شيئًا في البداية. فجأة، لمح بريقًا خافتًا بين الأشجار.

اللقاء مع الوردة

اقترب يوسف من مصدر البريق، وإذا به يجد “الوردة المفقودة”! كانت أجمل مما وصفها الناس، بلونها الأحمر الداكن وأوراقها التي تلمع كأنها مرصعة بالنجوم. لكن بمجرد أن اقترب منها، سمع صوتًا يقول: “لا يمكنك أن تأخذني بسهولة يا يوسف. عليك أن تثبت أنك تستحق تحقيق أمنيتك.”

تفاجأ يوسف وسأل: “من يتحدث؟”

أجابت الوردة: “أنا الوردة المفقودة. لتحقيق أمنيتك، يجب أن تجيب عن سؤال: ما هو الشيء الذي يجعل الإنسان سعيدًا حقًا؟”

فكر يوسف للحظة ثم قال: “السعادة الحقيقية تأتي من جعل الآخرين سعداء. أنا هنا لأنني أريد أن أرى السعادة في عيون والدتي مرة أخرى.”

ابتسمت الوردة وقالت: “إجابتك صحيحة. خذني، ولكن تذكر أن السعادة تحتاج دائمًا إلى التضحية والعطاء.”

العودة بالوردة

حمل يوسف الوردة بعناية وعاد إلى المنزل. عندما دخل غرفته، شعر وكأن نورًا يغمر المكان. قدم الوردة لوالدته، التي بدأت تشعر بتحسن تدريجي. بعد أيام قليلة، استعادت قدرتها على الحركة بفضل الطاقة السحرية للوردة.

أصبح يوسف بطل القرية، ولكن بدلًا من الاحتفاظ بالوردة لنفسه، قرر أن يزرعها في الحديقة مرة أخرى ليمنح الآخرين فرصة لتحقيق أحلامهم. تعلم يوسف درسًا عظيمًا: أن السعادة ليست في الحصول على ما نريد فقط، بل في مشاركته مع الآخرين.

النهاية

وهكذا، أصبحت “الوردة المفقودة” رمزًا للأمل والعطاء في القرية. وكان أهل القرية يروون قصة يوسف لكل من يزور الحديقة، ليكون مصدر إلهام لهم.

والآن عزيزي القارئ، ما هو الشيء الذي تعتقد أنه يجلب لك السعادة الحقيقية؟