الوردة التي غيرت مسار الحكاية

الوردة التي غيرت مسار الحكاية

في صباح يوم مشرق في قرية صغيرة محاطة بالجبال والغابات، كانت هناك فتاة تُدعى ليلى تعيش حياة بسيطة مع جدتها. كانت القرية مشهورة بأزهارها الجميلة التي تغطي الحقول في فصل الربيع، لكن ما ميزها أكثر هو وجود وردة واحدة غامضة كانت تنمو في قلب الغابة الكثيفة. أطلق عليها سكان القرية اسم “وردة الأمنيات”، حيث يقال إن من يجدها ويقدم لها طلبًا بقلب صادق، ستتحقق أمنيته.

رحلة البحث عن الوردة | عالم القصص

لطالما سمعت ليلى قصصًا عن هذه الوردة من جدتها، لكنها لم تُعرها اهتمامًا كبيرًا. كانت تعتقد أن هذه مجرد حكايات تُروى لإضافة سحرٍ إلى ليالي القرية الهادئة. لكن تغير كل شيء عندما مرضت جدتها فجأة. بدأ الأطباء في القرية بمحاولة علاجها، لكن حالتها كانت تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

وقفت ليلى بجانب سرير جدتها، والدموع تملأ عينيها. قالت الجدة بصوت خافت: “يا ليلى، ربما تكون وردة الأمنيات حقيقية. لو استطعتِ العثور عليها، قد تُغير مصيري”.

القرار الجريء | عالم القصص

رغم خوفها من الغابة المظلمة، قررت ليلى أنها لن تستسلم. حملت حقيبة صغيرة وضعت فيها خبزًا وزجاجة ماء وبعض الأدوات البسيطة، وانطلقت نحو الغابة. كل خطوة كانت تأخذها بعيدًا عن الأمان الذي تعرفه إلى المجهول.

في البداية، كانت الغابة تبدو هادئة وجميلة، لكن سرعان ما أصبحت مظلمة وكئيبة. أصوات الحيوانات الغريبة وأوراق الشجر التي تصدر أصواتًا مع الرياح جعلتها تشعر بالخوف، لكنها واصلت التقدم.

المواجهة الأولى | عالم القصص

بينما كانت تتجول، سمعت صوت بكاء خافت. اقتربت بحذر لتجد طائرًا صغيرًا عالقًا بين أغصان شجرة. ترددت للحظة، لكنها قررت مساعدته. بعد أن أطلقته، طار الطائر بعيدًا لكنه عاد ومعه غصن صغير يحتوي على ثمار. شعرت ليلى بأن الطائر كان يشكرها على مساعدته.

الإشارات الغامضة | عالم القصص

واصلت ليلى رحلتها وبدأت تلاحظ إشارات غريبة. كانت بعض الأشجار تبدو وكأنها تشير باتجاه معين، والزهور البرية تتفتح فجأة عند مرورها. شعرت وكأن الغابة تقودها نحو شيء ما. فجأة، وصلت إلى نهر صغير يتوسطه جسر قديم. بينما كانت تعبر الجسر، انكسر لوح خشبي تحت قدمها وكادت تسقط، لكن الطائر الذي ساعدته ظهر مجددًا وقادها إلى طريق آمن.

اللحظة الحاسمة | عالم القصص

بعد ساعات من المشي، وصلت ليلى إلى منطقة مليئة بالضباب. شعرت بالتعب واليأس، لكنها تذكرت جدتها وأخذت نفسًا عميقًا لتواصل السير. فجأة، انقشع الضباب لتظهر أمامها وردة الأمنيات. كانت الوردة مختلفة عن أي زهرة رأتها من قبل؛ بتلاتها كانت تتلألأ وكأنها مصنوعة من الضوء.

اقتربت ليلى ببطء وركعت أمام الوردة. أغمضت عينيها وقالت بصوت خافت: “أتمنى أن تُشفى جدتي”. بعد لحظات، شعرت بهواء دافئ يحيط بها، وكأن الغابة بأكملها تستجيب لطلبها.

العودة إلى القرية | عالم القصص

عادت ليلى إلى القرية بسرعة. عندما دخلت منزلها، وجدت جدتها تجلس على السرير وتبدو بصحة جيدة. بكت ليلى من الفرح واحتضنتها. أخبرتها الجدة أنها شعرت بطاقة دافئة تجتاح جسدها فجأة، وعرفت أن ليلى حققت المعجزة.

الدروس المستفادة | عالم القصص

بعد ذلك اليوم، أصبحت ليلى محبوبة أكثر في القرية. كانت قصتها عن وردة الأمنيات تلهم الجميع وتُذكّرهم بأهمية الشجاعة والإيمان. رغم أنها لم تعد إلى الغابة مرة أخرى، إلا أن ذكريات رحلتها بقيت محفورة في قلبها.

ماذا عنك؟ هل لديك أمنية تتمنى أن تتحقق؟ وكيف ستسعى لتحقيقها؟