النافذة التي ترى المستقبل

النافذة التي ترى المستقبل

https://elgazwey.group/

في قرية صغيرة هادئة محاطة بالأشجار الكثيفة والأنهار الجارية، كانت تعيش فتاة تُدعى مريم. كانت مريم فتاة بسيطة تعشق الطبيعة وتحب قضاء وقتها بين الحقول والغابات. في أحد الأيام، بينما كانت تسير بين الأشجار، عثرت على كوخ قديم ومهجور لم تره من قبل.

بفضولها المعتاد، قررت مريم استكشاف الكوخ. كان الباب مواربًا قليلاً، فدفعته بحذر ودخلت. كانت الجدران مغطاة بالغبار والعناكب، لكن ما لفت انتباهها كان نافذة كبيرة تحتل جزءًا كبيرًا من الجدار الشرقي. بدا أن هذه النافذة مختلفة عن أي نافذة أخرى رأتها من قبل. كان الزجاج شفافًا لكنه يعكس ألوانًا زاهية تُشبه قوس قزح.

اقتربت مريم من النافذة بحذر، وبدأت تشعر بشيء غريب. عندما نظرت عبرها، لم ترَ الحقل الذي كان يفترض أن يكون هناك، بل رأت مشهدًا غريبًا: مجموعة من الناس يرتدون ملابس حديثة يتحدثون عن أمور لم تفهمها. شعرت بالدهشة والخوف، لكنها لم تستطع مقاومة الفضول.

اكتشاف الحقيقة

https://elgazwey.group/

قررت مريم العودة إلى الكوخ في اليوم التالي. أحضرت معها صديقتها المقربة سارة، وأخبرتها عن النافذة الغريبة. عندما نظرت سارة عبر النافذة، شعرت بنفس الشعور الغريب وشاهدت مشاهد مختلفة تمامًا عن تلك التي رآتها مريم. كان الأمر مُحيّرًا.

قررت الفتاتان البحث عن تفسير لهذه النافذة. توجهتا إلى مكتبة القرية القديمة وبدأتا قراءة الكتب التي تتحدث عن الأساطير والقصص القديمة. وبعد ساعات من البحث، وجدتا إشارة إلى “نافذة المستقبل”، وهي نافذة سحرية يُقال إنها تظهر ما سيحدث بعد سنوات من الآن.

استخدام النافذة

https://elgazwey.group/

قررت مريم وسارة استخدام النافذة بحذر. بدأت الفتاتان بالتحقق مما يمكن أن يراه كل منهما ومحاولة فهم الرسائل التي تنقلها النافذة. على مدار أسابيع، شاهدت مريم مشاهد عن حياتها المستقبلية: أصدقاء جدد، رحلات غير متوقعة، وحتى مواقف صعبة كانت عليها أن تتخذ قرارات حاسمة فيها.

أما سارة، فشاهدت مشاهد متعلقة بعائلتها وأحداث قد تؤثر على مستقبلهم. حاولت الفتاتان الاستفادة من هذه المعلومات دون أن تُغيرا مسار حياتهما بشكل جذري.

الجانب المظلم

https://elgazwey.group/

مع مرور الوقت، بدأت الفتاتان تلاحظان أن النافذة لم تكن تُظهر دائمًا ما هو إيجابي. ففي أحد الأيام، رأت مريم مشهدًا يشير إلى حادث أليم قد يحدث لأحد أصدقائها. شعرت بالخوف، لكنها أدركت أن لديها فرصة لتحذيرهم ومنع الكارثة.

قررت الفتاتان مواجهة هذه التحديات بشجاعة. كان عليهما أن تفهما أن النافذة ليست وسيلة للتحكم في المستقبل، بل فرصة لفهمه بشكل أفضل واتخاذ القرارات الصحيحة.

النهاية

https://elgazwey.group/

بعد شهور من استخدام النافذة، قررت مريم وسارة أن الوقت قد حان لإغلاق هذا الفصل من حياتهما. أعادتا ترتيب الكوخ وأغلقتا الباب خلفهما. ورغم أن النافذة كانت هدية غريبة وغير متوقعة، إلا أنها علمتهما درسًا قيمًا: أن المستقبل ليس ثابتًا وأن القرارات التي نتخذها اليوم هي التي تشكله.

ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان مريم وسارة؟ هل كنت ستستخدم النافذة لمعرفة مستقبلك؟