القطة التي تتكلم

القطة التي تتكلم

في حي صغير وسط المدينة، عاشت فتاة صغيرة تُدعى مريم. كانت مريم تحب الحيوانات كثيرًا، خاصةً القطط. كانت تملك قطة جميلة ذات فراء أبيض ناصع وعينين زرقاوين، أسمتها “لولو”. كانت لولو قطة هادئة وتحب اللعب مع مريم، لكن شيئًا غريبًا حدث ذات يوم، غير حياة مريم ولولو إلى الأبد.

البداية الغريبة

استيقظت مريم في صباح يومٍ مشمس لتجد لولو جالسة بجانب سريرها تنظر إليها بتمعن. لم يكن هذا غريبًا، ولكن عندما فتحت مريم عينيها جيدًا، سمعت صوتًا ناعمًا يقول: “صباح الخير يا مريم!”

شعرت مريم بالدهشة وقالت: “من قال هذا؟”

ردت لولو وهي تموء قليلاً: “أنا، لولو!”

كانت مريم لا تصدق ما تسمع. كيف يمكن لقطة أن تتكلم؟ جلست على السرير وحاولت التحقق مما إذا كانت تحلم. لكنها كانت مستيقظة تمامًا. قالت مريم بصوت متردد: “هل… هل تتكلمين حقًا؟”

هزت لولو رأسها وقالت: “نعم، أستطيع التحدث. لم أخبرك من قبل لأنني كنت أراقبك وأتأكد أنك تستحقين الثقة.”

السر العجيب

بدأت مريم تشعر بالحماس والفضول. سألت لولو: “كيف يمكنك التحدث؟”

ابتسمت لولو وقالت: “أنا لست قطة عادية. وُهِبتُ هذه القدرة منذ ولادتي، لكن يجب أن أستخدمها بحذر. لا يمكن لأي شخص أن يعرف أنني أستطيع التحدث.”

سألت مريم: “لماذا؟”

ردت لولو: “لأن البشر قد يحاولون استغلالي أو إيذائي. لكنني شعرت أنك شخص مختلف، لذلك قررت أن أثق بك.”

مغامرة جديدة

مع مرور الأيام، أصبحت مريم ولولو أفضل صديقتين. لم تكن مريم تشعر بالوحدة أبدًا؛ كانت لولو دائمًا هناك لتشاركها الحديث. لكن في أحد الأيام، حدث أمر غير متوقع. أثناء عودتهما من الحديقة، لاحظتا رجلاً غريبًا يتبعهم. كان يرتدي معطفًا أسود ونظارات داكنة، وكان يحمل حقيبة غامضة.

قالت لولو بصوت منخفض: “مريم، علينا الحذر. هذا الرجل ليس عاديًا.”

سألت مريم بخوف: “ماذا نفعل؟”

ردت لولو: “علينا العودة إلى المنزل فورًا وعدم التحدث مع أي شخص.”

ركضت مريم ولولو بسرعة إلى المنزل وأغلقت الباب جيدًا. جلست مريم على الأريكة وقالت: “من هذا الرجل؟ ولماذا يتبعنا؟”

قالت لولو: “أعتقد أنه يعرف أنني أستطيع التحدث.”

خطة للهروب

في اليوم التالي، استيقظت مريم لتجد رسالة تحت الباب. كانت الرسالة مكتوبة بخط يد غريب وتقول: “نعلم أن قطتك تتحدث. سلمينا إياها ولن نؤذيك.”

شعرت مريم بالخوف والقلق. قالت لولو: “لا تقلقي، لدي خطة.”

كانت خطة لولو ذكية للغاية. قررت أن تُظهر للرجل أنها قطة عادية لا تتحدث. في نفس الوقت، قامت مريم بالاتصال بالشرطة وأبلغتهم عن الرجل الغريب الذي يتبعهم.

المواجهة

في المساء، عاد الرجل ووقف أمام المنزل. فتح الباب وقال: “أين القطة؟”

ردت مريم بثقة: “لولو قطة عادية، انظر بنفسك.”

اقترب الرجل من لولو، لكنها لم تصدر أي صوت. نظرت إليه ببراءة ومواءت مثل أي قطة أخرى. بدا الرجل مرتبكًا وقال: “لا يمكن أن تكون هذه القطة هي القطة التي تتحدث.”

وفي تلك اللحظة، وصلت الشرطة وألقت القبض عليه. تبين أنه كان يعمل مع مجموعة تسعى لاختطاف الحيوانات النادرة.

العودة إلى الحياة الطبيعية

بعد ذلك اليوم، عادت حياة مريم ولولو إلى طبيعتها. استمرت لولو في التحدث مع مريم، لكنهما كانتا أكثر حذرًا. تعلمت مريم درسًا مهمًا عن الثقة والحذر، بينما أدركت لولو أهمية الحفاظ على سرها.

أصبحت مريم أكثر سعادة مع لولو، وبدأتا في استكشاف مغامرات جديدة معًا. كانتا تعرفان أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، لكنهما كانتا مستعدتين لمواجهتها معًا.

خاتمة

القطة التي تتكلم لم تكن مجرد حيوان أليف، بل كانت صديقة وفية وشريكة في المغامرات. علمت مريم أن الصداقة الحقيقية تأتي من الثقة والاحترام، وأن الأسرار يمكن أن تكون عبئًا إذا لم تُحفظ بحذر. وهكذا، استمرتا في عيش حياتهما بسعادة وأمان.