الفتى الذي علم القرية درساً في التعاون

الفتى الذي علم القرية درساً في التعاون

في إحدى القرى الصغيرة الواقعة في قلب الجبال، عاش فتى يدعى حسام. كان حسام شاباً ذكياً ولكنه لم يكن قوياً جسدياً مثل أقرانه. ورغم ذلك، كان يتمتع بقدرة فريدة على التفكير خارج الصندوق، وكانت لديه موهبة في إيجاد الحلول للمشكلات الصعبة التي تواجه القرية.

المشكلة الكبرى

كانت القرية تعتمد على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش. في أحد الأعوام، ضربت الجفافات القرية بشدة، وتوقفت الأمطار عن الهطول لعدة شهور. بدأت المحاصيل تذبل، وبات السكان يشعرون بالقلق من نفاد الطعام.

اجتمع أهل القرية في ساحة البلدة لمناقشة المشكلة. تحدث العمدة قائلاً:

“إن لم نجد حلاً سريعاً، فقد نفقد كل شيء.”

لكن الجميع وقفوا عاجزين، كل منهم يلوم الآخر. لم يكن هناك اتفاق على أي خطة عمل.

فكرة حسام

في تلك اللحظة، قرر حسام أن يتحدث. رغم صغر سنه، وقف بثقة وقال:

“لدينا فرصة لإنقاذ القرية، لكن علينا أن نعمل معاً. لا يمكن لأي منا أن ينجح بمفرده.”

ضحك البعض منه، واعتقدوا أن صغر سنه يعني أن أفكاره لن تكون مجدية. لكنه استمر:

“لدي خطة، ولكن يجب أن يشارك الجميع في تنفيذها.”

تنفيذ الخطة

بدأ حسام بشرح فكرته. اقترح أن يحفروا قناة صغيرة من النهر القريب لإيصال المياه إلى الحقول. لكن المشكلة كانت أن النهر يبعد عدة كيلومترات عن القرية، وحفر القناة يتطلب جهداً كبيراً.

قال حسام:

“لو عمل كل واحد منا لبضع ساعات يومياً فقط، يمكننا إنجاز القناة خلال أسبوعين.”

في البداية، تردد الناس. كانوا يرون أن الأمر مستحيل. لكن حسام لم يستسلم. بدأ بنفسه، حاملاً مجرفته واتجه إلى موقع الحفر. انضم إليه أصدقاؤه المقربون، ثم بدأ آخرون باللحاق بهم.

تأثير التعاون

مع مرور الأيام، بدأ الجميع يدركون أن العمل الجماعي يثمر نتائج مذهلة. كان كل شخص يساهم بقدر استطاعته، سواء بالحفر، أو جلب الأدوات، أو تحضير الطعام للعمال. وبفضل الجهد الجماعي، تم الانتهاء من القناة في الوقت المحدد.

عندما بدأت المياه تتدفق في الحقول، عمّ الفرح أرجاء القرية. عادت الحياة إلى المحاصيل، وأصبح لدى الناس ما يكفي من الطعام.

الدرس المستفاد

بعد انتهاء العمل، اجتمع أهل القرية مرة أخرى في الساحة. وقف العمدة وقال:

“لقد علمنا حسام درساً لن ننساه أبداً. التعاون هو مفتاح النجاح. مهما كانت المشكلة كبيرة، إذا عملنا معاً، سنجد الحل دائماً.”

أصبح حسام بطلاً في عيون الجميع. لم تكن قوته الجسدية هي التي جعلته مميزاً، بل قدرته على إلهام الآخرين وتحفيزهم للعمل الجماعي.

سؤال للقارئ

هل تعتقد أن العمل الجماعي يمكن أن يحل أي مشكلة؟ و

كيف يمكنك تطبيق هذا الدرس في حياتك اليومية؟