السقف الذي يسمع
في أحد الأحياء القديمة، كان هناك منزل مهجور يُحيطه الغموض والرهبة. اعتاد السكان أن يتجنبوا المرور بجواره ليلاً بسبب الأصوات الغريبة التي تنبعث منه. البعض قال إنها أصوات الرياح، والبعض الآخر زعم أنها أرواح تتحدث. لكن لم يجرؤ أحد على اكتشاف السر وراء تلك الأصوات.
في يومٍ من الأيام، قررت “ليلى”، وهي فتاة شجاعة ومولعة بالقصص الغامضة، أن تكتشف سر هذا المنزل بنفسها. كانت ليلى تعمل ككاتبة قصص، وكانت تبحث عن الإلهام لقصتها القادمة. سمعت كثيرًا عن المنزل، وأصبحت أكثر فضولًا لمعرفة الحقيقة.
البداية الغريبة
عندما اقتربت ليلى من المنزل، شعرت وكأن الهواء أصبح أثقل من حولها. فتحت الباب الخشبي القديم بصعوبة، لتجد نفسها داخل غرفة مظلمة مليئة بالغبار والعناكب. بدأت تستكشف المكان، وكل شيء بدا عاديًا حتى سمعت صوتاً واضحاً يقول: “مرحبًا بكِ، ليلى.”
تجمدت ليلى في مكانها، ونظرت حولها بحثًا عن مصدر الصوت، لكنها لم تجد أحدًا. قررت أن تكمل طريقها داخل المنزل، معتقدة أن ما سمعته ربما كان خيالها. لكن كلما تحركت خطوة، كانت تسمع أصواتًا أكثر وضوحًا.
الأصوات القادمة من السقف
بينما كانت تتجول في الغرف، لاحظت ليلى أن معظم الأصوات تبدو وكأنها تأتي من السقف. كان السقف مليئًا بالشروخ وكأنه يخفي شيئًا وراءه. صعدت ليلى إلى الطابق العلوي، حيث وجدت غرفة صغيرة تحتوي على سلم يقود إلى العلية.
فتحت باب العلية بحذر، لتجد نفسها في غرفة مليئة بالأغراض القديمة والصناديق المغلقة. وفجأة، انطلق صوتٌ قوي يقول: “لماذا أتيتِ هنا؟” هذه المرة، كان الصوت واضحًا ومخيفًا.
السر المخفي
بدأت ليلى تبحث في الصناديق بحذر، ووجدت دفتر يوميات قديم. كان الدفتر يعود إلى شخص يُدعى “عادل”، الذي عاش في المنزل قبل خمسين عامًا. تحدث الدفتر عن تجربة غريبة مر بها عادل، حيث كان يسمع أصواتًا قادمة من السقف ليلاً. وصف كيف كانت الأصوات تبدو وكأنها تحاول أن تتحدث إليه، لكنها لم تكن مفهومة.
أشار الدفتر إلى أن عادل اكتشف ذات يوم وجود فتحة صغيرة في السقف تؤدي إلى مساحة مخفية. قررت ليلى أن تبحث عن هذه الفتحة. بعد دقائق من البحث، وجدت اللوح الخشبي الذي وصفه الدفتر.
الاكتشاف المذهل
رفعت ليلى اللوح بحذر، لتجد صندوقًا صغيرًا مخبأً بداخله. فتحته لتجد رسائل قديمة وصورًا لعائلة لم تُعرف هويتهم. من بين الرسائل، كان هناك خطاب مكتوب بخط يد عادل. تحدث الخطاب عن أصوات كان يسمعها والتي اكتشف لاحقًا أنها رسائل مُشفرة تركتها العائلة السابقة التي عاشت في المنزل.
كانت العائلة تخفي رسائلها في السقف خوفًا من أن يتم اكتشافها خلال فترة الحرب. كانت الأصوات التي يسمعها عادل، والتي تسمعها ليلى الآن، ناتجة عن الرياح التي تمر عبر الفتحة وتُحرك الأوراق والرسائل.
نهاية اللغز
قررت ليلى أن تأخذ الرسائل والصور لتعيد سرد القصة للعالم. لكنها أدركت أن المنزل يحمل أكثر من مجرد لغز، بل كان شاهدًا على قصص قديمة ومآسٍ إنسانية.
عندما غادرت المنزل، شعرت وكأنها ليست وحدها. التفتت للوراء لتسمع صوتًا خافتًا يقول: “شكرًا لكِ.”
السؤال لك أيها القارئ:
إذا كنت مكان ليلى، هل كنت ستغامر باكتشاف سر المنزل المهجور
أم ستتجنب الأمر تمامًا؟ ولماذا؟