قصص قصيره

الأغنية التي تقتل

الأغنية التي تقتل

الأغنية التي تقتل

 

في قرية بعيدة وسط الجبال، حيث يسود الهدوء وتحيط الطبيعة بأهلها من كل جانب، كانت هناك حكاية قديمة تتناقلها الأجيال عن أغنية غامضة تُسمى “الأغنية التي تقتل”. لم يكن أحد يعلم أصل الحكاية أو كيف بدأت، ولكن الجميع اتفق على شيء واحد: هذه الأغنية ليست مجرد كلمات وألحان، بل كانت لعنة تُسلب من يسمعها حياته.

 

لغز الأغنية الغامضة

عالم القصص

 

يحكى أن الأغنية ظهرت لأول مرة منذ مئات السنين، عندما كان هناك موسيقي فقير يُدعى سليم. كان سليم يعيش في كوخ بسيط على أطراف القرية، ويمضي وقته يعزف على آلة عود قديمة صنعها بنفسه. رغم فقره، كان يملك موهبة نادرة تجعل الجميع يتوقف ليستمع إليه وهو يعزف.

 

لكن، ذات يوم، طرق باب الكوخ رجل غريب. كان مظهره يوحي بأنه ليس من أهل القرية؛ طويل القامة، بوجه شاحب وعينين تخفيان سرًا عميقًا. طلب الرجل من سليم أن يعزف أغنية جديدة مقابل قطعة ذهبية. لم يصدق سليم عينيه، فهذا أجر لم يحلم به طوال حياته. وافق دون تردد، ولكن الرجل الغريب أعطاه لحنًا غريبًا وقال له: “عزفه سيجلب لك المجد، ولكن احذر، فهو يحمل قوة لا تُقاوم”.

 

اللعنة تبدأ

عالم القصص

 

لم يهتم سليم بتحذير الرجل الغريب وبدأ يعزف اللحن. كانت الأغنية ساحرة لدرجة أن كل من سمعها شعر وكأن قلبه يُسحب من صدره، ثم يخرّ ميتًا على الفور. عندما اكتشف سليم ما حدث، أصيب بالذعر وحاول التوقف عن العزف، ولكن اللحن كان قد تسلل إلى عقله. كلما حاول مقاومته، وجد أصابعه تتحرك وحدها لتعيد عزفه.

 

أصبح سليم أسير الأغنية، وعاش وحيدًا بعد أن فرّ أهل القرية من حوله. انتشرت الحكايات عن الموسيقي الملعون، وبدأ الناس يتجنبون المكان الذي يعيش فيه، خوفًا من أن يسمعوا اللحن القاتل.

 

محاولة التحرر

عالم القصص

 

بعد سنوات من الوحدة، قرر سليم أن يبحث عن الرجل الغريب الذي أعطاه الأغنية. جمع ما تبقى له من شجاعة وانطلق في رحلة طويلة عبر الجبال والغابات المظلمة. خلال رحلته، التقى بكاهن عجوز أخبره أن اللعنة يمكن كسرها إذا وجد الشخص الذي خلق اللحن الأصلي وأقنعه بإعادة اللحن إلى حالته الأولى.

 

بحث سليم لسنوات، حتى انتهى به الأمر في كهف مظلم على قمة جبل. هناك، وجد الرجل الغريب جالسًا يعزف لحنًا مختلفًا. عندما رأى الرجل سليم، ابتسم وقال: “علمت أنك ستعود”.

 

النهاية الغامضة

عالم القصص

 

أقنع سليم الرجل بإزالة اللعنة، ولكن بثمن. أخبره الرجل أنه يجب عليه أن يعزف اللحن الأخير بنفسه، حتى يُنهي السحر إلى الأبد، ولكنه قد يدفع حياته ثمناً لذلك. لم يتردد سليم، وعزف الأغنية للمرة الأخيرة.

 

في اليوم التالي، وجد أهل القرية كوخ سليم فارغًا. لم يُعثر عليه أحد، ولكن اللحن الملعون اختفى من الوجود.

 

والآن، هل تظن أن اللعنات حقيقية؟ وهل يمكن أن تحم

ل الموسيقى قوى لا يمكن تفسيرها؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى