أغرب قصة قصيرة عن الوفاء

أغرب قصة قصيرة عن الوفاء

في بلدة صغيرة تقع على أطراف الغابة، عاش رجل يُدعى “سليم”، اشتهر بطيبته ووفائه لكل من حوله. كان سليم رجلاً بسيطاً يعمل نجاراً، يقضي يومه في صنع الأثاث وساعد سكان القرية في تصليح ما يحتاجونه دون مقابل أحياناً. لكن أغرب ما عُرف عنه هو علاقته الغريبة بكلب يدعى “روكي”، رافقه منذ كان جرواً صغيراً.

كان روكي لا يفارق سليم أبداً. يجلس بجانبه في ورشته، يرافقه إلى السوق، وحتى في المناسبات العامة. لكن الغريب في الأمر، هو أن روكي بدا وكأنه يفهم لغة البشر تماماً. لم يكن مجرد كلب عادي. كان يستجيب لأوامر سليم وكأنهما يتحدثان نفس اللغة.

بداية القصة

في أحد الأيام، وبينما كان سليم يعمل في ورشته، جاءه رجل غريب يرتدي ملابس فاخرة. قدم نفسه على أنه “رجل أعمال” يبحث عن شيء فريد ليقدمه كهدية ثمينة. طلب منه صنع طاولة خشبية بتصميم خاص لا مثيل له. وافق سليم على الفور وأكد للرجل أن الطاولة ستكون جاهزة خلال أسبوع.

لكن بعد مغادرة الرجل، بدأ سليم يشعر بشيء غريب. كانت عيناه تحملان نظرة شريرة، وكأن هناك نية خفية وراء طلبه. لم يكن سليم وحده من شعر بذلك، بل لاحظ أيضاً توتر روكي. بدأ الكلب ينبح كلما رأى الرجل يمر بجانب الورشة خلال الأيام التالية.

الاختفاء الغامض

في الليلة التي سبقت تسليم الطاولة، تسلل شخص ما إلى ورشة سليم. في الصباح، اكتشف أن الطاولة اختفت! شعر سليم بالصدمة والإحباط، لكنه لم يشك في أن الرجل الغريب وراء هذا. حاول استرجاع الطاولة بنفسه، لكنه لم يكن يعرف من أين يبدأ البحث.

لكن روكي لم يتردد. خرج من الورشة، وبدأ يشم الأرض كأنه يتبع أثراً خفياً. لم يفهم سليم ما يحدث، لكنه قرر اتباع كلبه. قاده روكي إلى أطراف الغابة، حيث وجدوا كوخاً صغيراً يبدو مهجوراً. بداخل الكوخ، كانت الطاولة موجودة، ولكن بجانبها كان الرجل الغريب جالساً ويبدو وكأنه ينتظر.

مواجهة الوفاء

نظر الرجل إلى سليم مبتسماً، وقال: “كنت أعلم أنك ستأتي. لم أكن أريد الطاولة فقط، بل أردت أن أختبرك أنت وكلبك. هذا الكلب ليس عادياً، أليس كذلك؟”

تردد سليم للحظة، لكنه رد بثقة: “روكي ليس مجرد كلب. إنه عائلتي وصديقي.”

ضحك الرجل وقال: “لهذا السبب اختبرت وفاءكما. كنت بحاجة إلى شريك يمكنني الوثوق به. لا أبحث عن نجار فقط، بل عن شخص يمكنه حماية أسراري. وأنت أثبت لي أنك الشخص المناسب.”

رفض سليم عرض الرجل الغريب، لكنه خرج من الكوخ ومعه الطاولة. لم يكن سليم يهتم بالمال أو العروض المغرية، فقد كان لديه روكي، الذي أثبت أنه أكثر من مجرد كلب.

الخاتمة

عاد سليم إلى قريته ومعه الطاولة. استقبلته القرية كأنه بطل، لكن ما بقي محفوراً في ذاكرته هو ولاء روكي الذي لم يخذله أبداً. ظل روكي يرافق سليم حتى آخر يوم في حياته، تاركاً وراءه قصة عن الوفاء لا تُنسى.

سؤال للقارئ

إذا كنت مكان سليم، هل كنت س

تثق في الرجل الغريب أم ستتبع حدسك