صرخات من الطابق السفلي

صرخات من الطابق السفلي

عالم القصص

في ليلة شتوية هادئة، جلس “عادل” في غرفة المعيشة يحتسي كوبًا من القهوة الساخنة، بينما تسللت نسمات البرد عبر النافذة. كانت الساعة قد قاربت منتصف الليل، وكل أفراد الأسرة نيام. فجأة، سمع صوتًا غريبًا قادمًا من الطابق السفلي. كان الصوت أشبه بصراخ مكتوم، جعله يقفز من مقعده متسائلًا عما يمكن أن يكون مصدره.

حمل “عادل” مصباحه الكشاف وتوجه نحو الدرج المؤدي للطابق السفلي. كان الظلام كثيفًا والصمت المطبق يزيد الأمر رعبًا. عندما وصل إلى باب الطابق السفلي، توقف للحظة. تردد قليلاً، لكن الفضول والخوف دفعاه لفتح الباب ببطء.

عالم القصص

مع دخول “عادل” الطابق السفلي، شعر ببرودة غير عادية، وكأن الهواء يحمل سرًا مخيفًا. بدأ يضيء المكان بمصباحه، فرأى أثاثًا قديمًا وصناديق مغطاة بالغبار، لكن لم يكن هناك أي شيء غير عادي. وبينما كان يتفقد المكان، تكرر الصوت مرة أخرى. هذه المرة كان أقرب، وكأن مصدره يأتي من إحدى الزوايا.

توجه “عادل” نحو الزاوية ببطء، ووجد بابًا صغيرًا مخفيًا خلف كومة من الصناديق. لم يتذكر أنه رأى هذا الباب من قبل. قلبه بدأ ينبض بسرعة، لكنه قرر فتحه. خلف الباب، وجد ممرًا ضيقًا ومظلمًا يؤدي إلى غرفة صغيرة.

عالم القصص

في الغرفة، كانت هناك طاولة خشبية قديمة وعليها شمعة مشتعلة، رغم أن المكان كان مهجورًا لسنوات. وعلى الجدران، كانت هناك رسومات غريبة وكلمات مكتوبة بلغة لم يفهمها. وبينما كان يحاول تفسير هذه الرموز، شعر بيدٍ تلمس كتفه. التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا.

عاد الصوت مرة أخرى، لكن هذه المرة كان أشبه بصوت بكاء طفل. بدأ “عادل” يشعر بالخوف الحقيقي. هل يمكن أن يكون هناك أحد في هذا المكان المهجور؟ تابع البحث حتى وجد صندوقًا صغيرًا. عندما فتحه، وجد داخله دمية قديمة ومفاتيح صدئة. فجأة، أغلقت باب الغرفة بقوة، ووجد نفسه محبوسًا.

عالم القصص

حاول “عادل” فتح الباب، لكنه لم يستطع. بدأ الصوت يزداد حدة وكأنه يحيط به من كل اتجاه. شعر باليأس والخوف، لكن تذكر المفاتيح التي وجدها. حاول استخدام واحدة منها لفتح الباب، وبعد محاولات متكررة، تمكن من الخروج.

ركض “عادل” نحو الدرج، لكنه اكتشف أن الطابق السفلي لم يعد كما كان. الممرات تغيرت والجدران أصبحت مليئة بالصور الغريبة لوجوه مشوهة. بدأ يسمع أصوات همسات وكأنها تدعوه للعودة إلى الغرفة. لكنه تجاهلها واستمر في البحث عن طريق للخروج.

عالم القصص

بعد لحظات من الجري، وجد بابًا آخر يؤدي إلى الحديقة الخلفية. فتحه بسرعة وخرج إلى الهواء الطلق. عندما التفت نحو المنزل، رأى نافذة الطابق السفلي مضاءة، وشبحًا يقف خلف الزجاج ينظر إليه.

عاد “عادل” إلى المنزل في اليوم التالي برفقة بعض الأصدقاء لاستكشاف الطابق السفلي، لكنهم لم يجدوا أي شيء مما وصفه. الغرفة لم تكن موجودة، والصناديق كانت في مكانها، ولا أثر للصندوق أو الدمية. لم يصدقه أحد، لكن “عادل” كان يعلم أن ما رآه كان حقيقيًا.

هل تعتقد أن “عادل” كان يتخيل أم أن هناك سرًا حقيقيًا في الطابق السفلي؟ شاركنا رأيك.