نداء الأعماق

بعيدًا في عمق المحيطات الشاسعة، تسكن مملكة أسطورية لا يصل إليها إلا قليلون من أبناء البشر. هذه المملكة معروفة باسم “نداء الأعماق”، وهي مملوءة بالسحر والغموض. تقول الأساطير إن من يستمع إلى نداءها لن يعود أبدًا للعيش في العالم السطحي.

في أحد الأيام، كان هناك غواص شاب يدعى سامر، شغوف بالاستكشاف والمغامرات. كان سامر يمضي معظم وقته يبحث عن الأسرار التي تخبئها المحيطات. في مرة من تلك المغامرات، سمع سامر أغنية غامضة قادمة من العمق.

كان صوت الأغنية يجذبه ويحيره في آن واحد. قرر أن يتبع الصوت مع زملائه الغواصين، ولكنهم لم يسمعوا شيئًا والمسألة بالنسبة لهم لم تكن سوى هلوسات.

برغم معارضتهم، غوص سامر أكثر في العمق، وعندما وصل إلى منطقة مظلمة من المحيط، شاهد أضواء مشعة في المسافة. لم يستطع المقاومة، وانجذب نحوها ممنونًا بهذا الجمال الغامض.

تمتد في هذه المنطقة مملكة نداء الأعماق، التي تحكمها ملكة ساحرة تدعى مارينا. كانت مارينا تراقب المغامرين من فوق وتقرر من يكون الأجدر بكشف أسرار مملكتها.

سألته مارينا: «ما الذي تبحث عنه يا سامر؟» فرد والحيرة تملأ صوته: «أسعى لمعرفة أسرار هذا المكان. من أنتم؟»

اقتربت منه مارينا وقالت: «نحن قوم نداء الأعماق، نحمي المحيطات ونحافظ على توازنها. لكنكم كبشر تهددون هذا التوازن. لذلك يمكنك البقاء معنا لتعلم المزيد ولكن بشرط؟»

رفع سامر نظره منتظرًا الشرط. فقالت له: «إن كنت توافق، لن تعود أبدًا للعيش في السطح. هل تقبل؟»

وقف سامر لحظة مفكرًا، ثم قال بصوت واثق: «نعم، أرغب في اكتشاف الغموض وخدمة المحيطات.»

هكذا انضم سامر إلى مملكة نداء الأعماق، ليصبح من حراس المحيطات ومكتشفي أسرارها. وهناك، ابتدأت قصته الجديدة في عالم لم يكن يسبق له أن يراه.