مقهى على حدود الزمن

مقهى على حدود الزمن

 

عالم القصص

 

في أحد الأيام الباردة، وفي مكان يبدو وكأنه خارج حدود الزمان والمكان، كان هناك مقهى صغير يقع على تلة نائية. لم يكن المقهى واضحاً على الخرائط، ولم يسمع عنه إلا قلة من الناس. كانوا يطلقون عليه اسم “مقهى على حدود الزمن”.

 

في ذلك المقهى، كان الوقت يتوقف، وكان للزوار قصص غريبة ومختلفة يروونها عن تجاربهم فيه. لكن، ما الذي يجعل هذا المقهى مميزاً؟

 

 

—

 

البداية الغامضة

 

عالم القصص

 

ذات مساء، قرر سامر، وهو شاب فضولي يعمل كاتباً، أن يزور هذا المكان بعد أن سمع عنه من أحد أصدقائه. قال له الصديق: “إذا أردت أن تكتب قصة لا تُنسى، عليك أن تذهب إلى ذلك المقهى”.

 

ركب سامر سيارته وقادها لساعات طويلة حتى وصل إلى التلة. بدا المقهى صغيراً جداً من الخارج، لكنه كان مشرقاً بشكل غريب، رغم الظلام المحيط به.

 

 

—

 

لقاء غير متوقع

 

عالم القصص

 

عندما دخل سامر، شعر بشيء مختلف. كان الجو دافئاً بشكل مريح، وكان الضوء الخافت يضفي جواً من السحر. تقدم نحو النادل وسأله: “هل يمكنني الحصول على كوب قهوة؟”

 

ابتسم النادل وقال: “بالطبع، لكن عليك أن تعرف أن القهوة هنا ليست كأي قهوة. إنها تعيد لك ذكرى منسية.”

 

تردد سامر، لكنه وافق. بعد دقائق، أحضر النادل كوب القهوة ووضعه أمامه. قال له بصوت هادئ: “اشرب واغمض عينيك.”

 

 

—

 

الذكرى التي عادت

 

عالم القصص

 

عندما شرب سامر القهوة، شعر بحرارة غريبة تسري في جسده. أغمض عينيه، وفجأة وجد نفسه في مكان مختلف. كان يقف في حديقة كبيرة مليئة بالزهور. أدرك بسرعة أن هذا المكان هو منزل جدته الذي كان يقضي فيه طفولته.

 

رأى جدته وهي تجلس على كرسي خشبي قديم، تقرأ كتاباً. اقترب منها وناداها. رفعت رأسها وابتسمت: “سامر! كنت أنتظرك منذ زمن.”

 

جلس بجانبها، وشعر بسعادة لم يشعر بها منذ سنوات. لكن، قبل أن يتمكن من التحدث معها طويلاً، بدأ المشهد يتلاشى.

 

 

—

 

العودة إلى الواقع

 

عالم القصص

 

فتح سامر عينيه ليجد نفسه مجدداً في المقهى. كان النادل يقف أمامه مبتسماً. قال له: “هل استمتعت بالرحلة؟”

 

أجاب سامر: “لم تكن مجرد رحلة. كانت لحظة حقيقية. كيف يحدث هذا؟”

 

رد النادل: “هذا هو سر المقهى. كل شخص يأتي هنا، يستعيد ذكرى هامة من حياته. بعضهم يعود سعيدا، وبعضهم يواجه حزناً عميقاً.”

 

 

—

 

قرار سامر

 

عالم القصص

 

بعد تجربته في المقهى، قرر سامر أن يكتب قصة مستوحاة من زيارته. لكن هذه المرة، لم تكن مجرد قصة خيالية. كانت مزيجاً من ذكرياته وواقع المقهى الغامض.

 

بدأ سامر في كتابة القصة، لكنها لم تكن سهلة. كان عليه أن يعيد النظر في كل ما مر به، ويتساءل: “هل كان ما حدث حقيقة أم مجرد وهم؟”

 

 

—

 

السؤال للقارئ

 

إذ

ا أتيحت لك الفرصة لزيارة هذا المقهى، ما هي الذكرى التي ترغب في استعادتها؟