مرايا الزمن

مرايا الزمن: رحلة عبر الماضي والمستقبل

https://elgazwey.group/

كان يوسف رجلاً بسيطًا يعيش في قرية صغيرة، يتمتع بحب عائلته وأصدقائه. في أحد الأيام بينما كان يسير بجانب سوق القرية، لفت انتباهه متجر قديم لم يسبق له أن لاحظه من قبل. دفعه الفضول للدخول، ليجد بداخله عجوزًا يبيع أشياء غريبة، من ضمنها مرآة عتيقة تبدو كأنها تنتمي لعصر قديم.

سأل يوسف العجوز: “ما قصة هذه المرآة؟” رد العجوز بصوت غامض: “هذه ليست مرآة عادية. إنها تُمكّنك من رؤية الماضي والمستقبل. لكنها تحمل سرًا عميقًا، فكلما استخدمتها، تغيَّر شيء في حياتك.”

تردد يوسف، لكنه في النهاية اشترى المرآة وعاد بها إلى منزله. في تلك الليلة، قرر أن يجرّبها. عندما نظر في المرآة، وجد نفسه يشاهد مشهدًا من ماضيه: والدته تُحضّر له وجبته المفضلة عندما كان صغيرًا. امتلأ قلبه بالحنين، لكنه تساءل: “هل يمكنني رؤية المستقبل أيضًا؟”

عندما حاول التركيز على المستقبل، رأى نفسه يقف أمام مبنى كبير مرتديًا بدلة رسمية ويتحدث إلى جمع غفير من الناس. لم يكن لهذا المشهد أي معنى بالنسبة له، لكنه شعر بشعور غريب من الأمل.

في الأيام التالية، أصبح يوسف مهووسًا بالمرآة. بدأ يستخدمها يوميًا، يتنقل بين الماضي ليستعيد الذكريات الجميلة، وبين المستقبل ليكتشف ما قد ينتظره. لكنه بدأ يلاحظ تغيرات غريبة في حياته. أصدقاؤه بدأوا يبتعدون عنه دون سبب واضح، وأعماله في القرية بدأت تتدهور.

في أحد الأيام، عاد يوسف إلى العجوز ليسأله عن سبب هذه التغيرات. قال العجوز: “لقد أخبرتك، كل استخدام للمرآة يغير شيئًا في حياتك. التركيز على الماضي يجعلك تهمل الحاضر، والتركيز على المستقبل يجعلك تنسى الاستمتاع باللحظة.”

شعر يوسف بالندم، وقرر أن يتوقف عن استخدام المرآة. لكنه أراد أن يعرف شيئًا أخيرًا. نظر في المرآة للمرة الأخيرة، ورأى نفسه شيخًا كبيرًا جالسًا مع عائلته وأحفاده في لحظة من السعادة والرضا.

ابتسم يوسف، وأخذ المرآة إلى قمة جبل قريب من القرية، حيث حطّمها ورمى بقاياها بعيدًا. عاد إلى منزله وقرر أن يعيش حياته بعيدًا عن التعلق بالماضي أو القلق بشأن المستقبل. بدأ يقدّر اللحظات الصغيرة في حياته ويعمل على تحسين واقعه.

كانت تجربة المرآة درسًا قاسيًا لكنه مهم. تعلّم يوسف أن الحاضر هو أثمن ما نملك، وأنه لا يجب أن نسمح للذكريات أو الأحلام أن تسرق منا جمال اللحظة الراهنة.

هل تعتقد أن التعلق بالماضي أو المستقبل قد يؤثر على حياتنا بشكل سلبي؟ شاركنا رأيك!