مدينة السراب
في قلب الصحراء الممتدة، حيث الرمال الذهبية تلتقي بسماء زرقاء بلا حدود، كانت هناك مدينة لم يُصدق أحد بوجودها سوى من رآها بعينيه. اسمها “مدينة السراب”، وكانت أسطورة تتناقلها الأجيال في القرى المحيطة، مدينة تظهر للحظات ثم تختفي كأنها لم تكن.
عالم القصص: بداية المغامرة
كان “مالك” شابًا مغامرًا يعيش في قرية صغيرة على أطراف الصحراء. كان يسمع عن مدينة السراب منذ صغره، حيث اعتادت جدته أن تروي له حكايات عن كنوزها المخبأة وأسرارها التي لا يعرفها أحد. ومع مرور السنين، أصبحت هذه القصص جزءًا من أحلامه.
في يوم من الأيام، بينما كان مالك يتجول في السوق، التقى برجل مسن يدعى “زيد”. بدا زيد غريب الأطوار، وكان يحمل خارطة قديمة تبدو وكأنها مهترئة بفعل الزمن. قال زيد: “هل سمعت عن مدينة السراب؟”. أجابه مالك بحماس: “بالطبع، إنها حلمي منذ الصغر!”. ابتسم زيد وقال: “إذن، ربما تكون هذه الخارطة هي مفتاح حلمك. ولكن احذر، فالطريق إليها مليء بالمخاطر.”
عالم القصص: الطريق إلى المجهول
انطلق مالك في رحلته، حاملاً الخارطة وبعض الزاد. كانت الصحراء قاسية، والشمس حارقة، لكن شغفه كان يدفعه إلى الأمام. في أول ليلة قضاها في الصحراء، رأى سرابًا يلمع في الأفق. تردد للحظة، لكنه تذكر كلمات زيد: “لا تثق بكل ما تراه”.
تابع مالك سيره، وأثناء رحلته التقى بمسافرين آخرين، بعضهم كانوا يبحثون عن نفس المدينة، والبعض الآخر كانوا يحذرونه من الاستمرار. قال له أحدهم: “هناك من دخل مدينة السراب ولم يخرج منها أبدًا”.
عالم القصص: لقاء مع الحارس
بعد أيام من السفر، وصل مالك إلى بوابة غريبة، مصنوعة من حجر أسود لا يشبه أي حجر آخر في الصحراء. كان هناك رجل عجوز يقف بجانب البوابة، يرتدي عباءة بيضاء. قال العجوز: “من أنت؟ وما الذي جاء بك إلى هنا؟”
أجاب مالك بثقة: “أنا مغامر يبحث عن الحقيقة والأسطورة. أريد دخول مدينة السراب”. ابتسم العجوز وقال: “لكل من يدخل هذه المدينة اختبار. إن نجحت، ستُمنح ما تبحث عنه. وإن فشلت، فستظل جزءًا من هذه الرمال إلى الأبد. هل أنت مستعد؟”
أومأ مالك برأسه وقال: “نعم، أنا مستعد”. فتح العجوز البوابة، ووجد مالك نفسه أمام مدينة جميلة تبدو وكأنها حلم.
عالم القصص: أسرار المدينة
كانت المدينة مليئة بالمباني التي تتلألأ كأنها مصنوعة من الذهب. الناس في المدينة كانوا مختلفين؛ وجوههم تشع بالسلام، ولكن عيونهم تحمل أسرارًا عميقة. تجول مالك في المدينة، محاولًا فهم لغزها.
التقى بامرأة تدعى “ليلى”، كانت تعمل كدليل للغرباء. قالت له: “مدينة السراب ليست كما تبدو. هنا، كل شيء يعتمد على قلبك وصدق نواياك. إذا كنت تسعى للكنوز فقط، فلن تجد سوى الرمال.”
بدأ مالك في خوض اختبارات غريبة. الأول كان اختبار الشجاعة، حيث واجه مخلوقًا مخيفًا يشبه التنين. أدرك أن التغلب عليه لا يتطلب القوة بل الحكمة. نجح في الاختبار الأول، ثم واجه اختبار الإخلاص، حيث طُلب منه أن يختار بين إنقاذ طفل أو أخذ قطعة من الذهب.
عالم القصص: القرار الأخير
في النهاية، وصل مالك إلى قاعة كبيرة تحتوي على مرآة ضخمة. قال له صوت غامض: “انظر إلى المرآة، وستعرف إذا كنت تستحق البقاء في المدينة أم لا.” عندما نظر مالك، رأى انعكاسًا لنفسه، لكن كل أخطائه وأحلامه كانت مكشوفة أمامه. أدرك أن المدينة ليست مكانًا ماديًا فقط، بل هي اختبار للنفس.
خرج مالك من المدينة وهو شخص مختلف. لم يأخذ معه أي كنز مادي، لكن قلبه كان ممتلئًا بالحكمة والقوة. عندما عاد إلى قريته، أصبح مصدر إلهام للجميع، وبدأ يحكي قصته عن مدينة السراب.
عالم القصص: ماذا عنك؟
إذا أُتيحت لك فرصة دخول مدينة السراب، هل ستجرؤ على مواجهة نفسك واختبار نواياك؟ شاركنا برأيك في التعليقات.