ليلة في الغابة المسحورة
كانت الليلة هادئة، والقمر مكتملًا يضيء السماء بوهجه الفضي. اختار يوسف، الشاب العشريني، أن يقضي ليلته في الغابة القريبة من قريته الصغيرة. كان يبحث عن هدوءٍ بعيد عن صخب المدينة وضجيجها. أخذ حقيبته الصغيرة، وكشافه اليدوي، وبعض الطعام والماء، وانطلق في رحلته.
الغابة الغامضة
عرف أهل القرية الغابة باسم “الغابة المسحورة”. كانت القصص المتداولة عنها مثيرة ومليئة بالغرابة؛ يتحدث البعض عن أشجار تتحدث، وآخرون عن مخلوقات غريبة تظهر في الظلام. لكن يوسف لم يصدق أبدًا تلك الحكايات، وقرر أن يكتشف الحقيقة بنفسه.
عند دخوله الغابة، شعر بنسيمٍ باردٍ يلفح وجهه، ورائحة عطرة تفوح من بين الأشجار. كانت الأشجار طويلة وكثيفة لدرجة أن الضوء بالكاد يصل إلى الأرض. استمر يوسف في المشي، مستمتعًا بالأصوات الهادئة للطبيعة، مثل حفيف الأوراق وزقزقة الطيور.
الاكتشاف الغريب
بينما كان يتجول، لاحظ يوسف وميضًا خافتًا بين الأشجار. اقترب بحذر ليرى مصدر الضوء، فاكتشف بحيرة صغيرة تنبعث منها أضواء زرقاء براقة. كان المشهد ساحرًا للغاية، وكأن البحيرة تتحدث بلغة خفية. وقف يوسف مذهولًا للحظات، ثم قرر أن يقترب أكثر.
عندما لمس الماء، شعر بطاقة غريبة تسري في جسده. فجأة، ظهرت امرأة ترتدي ثوبًا أبيض شفافًا من بين الأشجار. كانت ملامحها جميلة بشكل غير واقعي، وعينيها تشع بالضوء. تحدثت بصوت هادئ قائلة: “مرحبًا بك في الغابة المسحورة، يا يوسف.”
الحوار مع الغريبة
تراجع يوسف خطوة إلى الخلف، مستغربًا كيف عرفت اسمه. سألها بتردد: “من أنت؟ وكيف تعرفين اسمي؟”
ابتسمت المرأة قائلة: “أنا حارسة الغابة. أعرف كل من يدخل إلى هنا. أنت هنا لأن لديك قلبًا نقيًا، وتبحث عن الحقيقة.”
شعر يوسف بشيء من الراحة، وسألها عن حقيقة الغابة. فأخبرته أنها مكان قديم مليء بالسحر، وأنها تحت حماية مخلوقات سحرية تمنع دخول الأشرار. وأضافت: “لكن الغابة في خطر. هناك من يحاول تدميرها للاستفادة من مواردها.”
المهمة الكبرى
طلبت المرأة من يوسف مساعدتها في حماية الغابة. كان عليه أن يجد “جوهرة الحياة”، وهي حجر سحري يُبقي الغابة حية ومليئة بالسحر. أخبرته أن الجوهرة مخبأة في كهفٍ بعيد داخل الغابة، وأن الوصول إليها محفوف بالمخاطر.
لم يتردد يوسف في قبول المهمة. انطلق متبعًا إرشادات المرأة، التي أخبرته أن الطريق سيختبر شجاعته وذكاءه. كان عليه عبور نهر عميق، وتسلق جبال شاهقة، والتعامل مع مخلوقات غريبة تحرس الكهف.
الاختبار الأخير
عندما وصل إلى الكهف، وجد يوسف بابًا حجريًا مغلقًا. كان عليه حل لغزٍ محفور على الباب ليفتحه. استغرق الأمر ساعات من التفكير قبل أن يتمكن من حل اللغز، وعندما دخل، وجد الجوهرة تضيء المكان بألوان قوس قزح.
لكن لم يكن الطريق للعودة سهلًا. ظهر مخلوق ضخم يشبه الذئب، محاولًا منعه من أخذ الجوهرة. استخدم يوسف ذكاءه ورباطة جأشه، واستطاع خداع المخلوق والخروج من الكهف.
العودة بالنصر
عاد يوسف إلى البحيرة، وسلم الجوهرة إلى المرأة. شكرته بحرارة، وأخبرته أنه أصبح الآن جزءًا من الغابة المسحورة. منحته قدرة خاصة على التواصل مع الطبيعة، وأعادت الجوهرة الحياة إلى الغابة.
غادر يوسف الغابة مع الفجر، لكنه عاد إلى قريته بشخصية مختلفة. أصبح أكثر تقديرًا للطبيعة وأكثر حرصًا على حمايتها.
—
السؤال لك عزيزي القارئ: إذا كنت مكا
ن يوسف، هل كنت ستغامر لحماية الغابة؟ ولماذا؟