قصة يوسف وإخوته

قصة يوسف وإخوته

في زمن بعيد، عاش نبي الله يعقوب عليه السلام، وكان له اثنا عشر ابنًا، أحبهم جميعًا، ولكن كان يعقوب يكنّ حبًا خاصًا لابنه يوسف عليه السلام. كان يوسف طفلاً صغيرًا يتمتع بالجمال والأخلاق الطيبة، ما جعله قريبًا من قلب والده. إلا أن هذا الحب أثار غيرة إخوته، الذين بدأوا يشعرون أن يوسف وأخاه بنيامين مفضلان لديهم.

رؤية يوسف

في ليلة من الليالي، رأى يوسف عليه السلام رؤيا غريبة. ذهب إلى أبيه وأخبره بما رآه: “يا أبتِ، إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين”. أدرك يعقوب عليه السلام أن هذه الرؤيا تحمل دلالات عظيمة، وأن الله سيمنح يوسف شأنًا عظيمًا. لكنه خشي على ابنه من غيرة إخوته، فقال له: “يا بني، لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا، إن الشيطان للإنسان عدو مبين”.

مؤامرة الإخوة

مع مرور الوقت، ازدادت غيرة الإخوة من يوسف، وقرروا التخلص منه ليخلو لهم وجه أبيهم. اجتمعوا وتآمروا فيما بينهم، وقالوا: “اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضًا يخلُ لكم وجه أبيكم، وتكونوا من بعده قومًا صالحين”. بعد نقاش طويل، اقترح أحدهم بدلاً من قتله أن يُلقى في بئر مهجورة ليُترك لمصيره.

تنفيذ الخطة

ذهب الإخوة إلى أبيهم يعقوب وطلبوا منه أن يأخذوا يوسف معهم ليلعب ويمرح، مدعين أنهم سيحفظونه ويرعونه. بعد تردد، وافق يعقوب على مضض، لكنه حذرهم من أن الذئب قد يأكله. أخذوا يوسف إلى مكان بعيد، وهناك ألقوه في بئر عميقة مظلمة.

عاد الإخوة إلى أبيهم في المساء وهم يبكون، وادّعوا أن الذئب قد افترس يوسف أثناء لعبهم. قدموا قميصه ملطخًا بدم كاذب كدليل على ذلك. أدرك يعقوب أن القصة ملفقة، لكنه لم يكن بيده حيلة إلا أن يصبر ويقول: “فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون”.

يوسف في البئر

ظل يوسف في البئر وحيدًا وخائفًا، لكنه كان موقنًا بأن الله لن يخذله. مرت قافلة على البئر، وأرسلوا أحدهم ليستقي الماء. عندما أنزل الدلو، تعلق به يوسف وخرج من البئر. فرح القوم بالعثور على غلام جميل، وقرروا بيعه كعبد بثمن زهيد.

يوسف في قصر العزيز

وصل يوسف إلى مصر، واشتراه رجل يُدعى العزيز، وكان من وجهاء البلاد. طلب العزيز من زوجته أن تُكرم مثواه، وقال: “عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا”. كبر يوسف في بيت العزيز، وكان يتمتع بالجمال والحكمة، ما أثار إعجاب الجميع، لكن ذلك الجمال جرّ عليه المشاكل.

فتنة امرأة العزيز

وقعت امرأة العزيز في حب يوسف وحاولت أن تغويه، لكنه رفض بشدة قائلاً: “معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي”. حاولت إجباره، ولكنه فرّ منها. أثناء هروبه، مزقت قميصه، وخرج الاثنان ليجد العزيز أمامهما. حاولت المرأة تبرئة نفسها واتهمت يوسف بأنه أراد بها سوءًا، لكن أحد الشهود أثبت براءته بأن قميصه قد تمزق من الخلف.

يوسف في السجن

رغم براءته، أُدخل يوسف السجن بسبب دسائس زوجة العزيز. وفي السجن، أثبت يوسف حكمته وصبره، وكان يُفسر الأحلام للمساجين. ذات يوم، رأى اثنان من رفاقه في السجن أحلامًا