قصص الأطفال

ظل على الجدار

ظل على الجدار

ظل على الجدار: قصة غامضة تأسر العقول

 

في إحدى القرى البعيدة، حيث يلفها الهدوء ويغمرها السلام، عاش رجل يُدعى محمود. كان محمود رجلاً بسيطاً يعمل في الحقول نهاراً ويقضي لياليه في منزله المتواضع. كان منزله القديم يقع على أطراف القرية، محاطًا بالأشجار الكثيفة، ويطل على بحيرة صغيرة. لكن ما لم يكن يعلمه محمود أن هذا المنزل سيصبح مركزًا لحكاية غامضة تغيّر حياته إلى الأبد.

 

البداية: ظهور الظل

 

في ليلة شتوية هادئة، جلس محمود على كرسيه الخشبي بجانب المدفأة، يقرأ كتاباً ورثه عن والده. وبينما كان يركز في القراءة، لفت نظره شيء غريب على الجدار. كان هناك ظل، ظل لم يكن موجوداً قبل لحظات. لم يكن لشيء في الغرفة. حاول أن يتجاهله معتقدًا أنه مجرد وهم بصري، لكنه سرعان ما لاحظ أن الظل يتحرك بشكل غير طبيعي.

 

لم يستطع محمود النوم تلك الليلة، فقد شعر بشيء غير مألوف في المنزل. وعندما أطل الصباح، قرر أن يتجاهل ما حدث، عازمًا على أن الأمر مجرد خيال ناتج عن الإرهاق.

 

الظل يصبح أكثر وضوحًا

 

مع مرور الأيام، لاحظ محمود أن الظل يظهر دائمًا في نفس الوقت، مع غروب الشمس، وأن شكله بدأ يتغير تدريجيًا. بدا وكأنه يأخذ هيئة إنسان واقف. زادت شكوك محمود، لكنه لم يكن يعرف ما الذي عليه فعله. حاول أن يخبر جيرانه بما يحدث، لكنهم ضحكوا على قصته واعتبروها مزحة سخيفة.

 

قرر محمود أن يراقب الظل بنفسه. بدأ يسجل وقت ظهوره ويحاول تتبع حركته. كان الأمر مخيفًا، لكنه شعر بفضول يدفعه لاكتشاف السر وراء هذا الظل الغريب.

 

اكتشاف الرسالة

 

في إحدى الليالي، لاحظ محمود أن الظل لم يعد يتحرك بشكل عشوائي. بل كان يرسم أشكالاً على الجدار. اقترب منه بحذر، محاولاً فهم هذه الإشارات. ومع الوقت، أدرك أن الظل يرسم رموزاً قديمة. استعان محمود بكتاب قديم كان في مكتبة والده لفك هذه الرموز، فاكتشف أنها تشير إلى رسالة غامضة: “ابحث في القبو.”

 

لم يكن محمود يعلم بوجود قبو في منزله. ولكن بعد البحث والتفتيش، وجد بابًا صغيرًا مخفيًا تحت السجادة في إحدى الغرف. فتح الباب ببطء، ليجد درجًا يقود إلى قبو مظلم ومهجور.

 

القبو وكشف الحقيقة

 

عندما نزل إلى القبو، وجد محمود صندوقًا خشبيًا قديمًا. فتح الصندوق ليجد مجموعة من الأوراق والرسائل والصور. كانت الأوراق تحكي قصة رجل عاش في هذا المنزل قبل عقود. كان هذا الرجل عالمًا في مجال الفيزياء، لكنه اختفى في ظروف غامضة. تشير الرسائل إلى أنه كان يجري تجارب على “عكس الظلال” لتحويل الطاقة المظلمة إلى طاقة مفيدة.

 

لكن التجارب لم تسر كما هو مخطط لها. في إحدى الليالي، تسبب خطأ في التجربة في اختفاء الرجل نفسه، تاركًا وراءه هذا الظل الذي أصبح جزءًا من الجدار.

 

المواجهة الأخيرة

 

فهم محمود الآن أن الظل لم يكن سوى بقايا من وجود ذلك العالم. لكن السؤال الذي شغله هو: “لماذا يظهر الآن؟ وماذا يريد مني؟”

 

قرر محمود أن يتحدث مع الظل. جلس أمام الجدار في الليلة التالية، وقال بصوت مرتفع: “إذا كنت تسمعني، فأخبرني ماذا تريد.” تفاجأ محمود عندما بدأ الظل يتحرك بسرعة، مكونًا كلمة واحدة: “ساعدني.”

 

أدرك محمود أن عليه إنهاء ما بدأه العالم. بدأ يبحث في الأوراق الموجودة في القبو، محاولاً إعادة التجربة بطريقة صحيحة. ومع مرور الأيام، تمكن من إعداد المعدات اللازمة.

 

وفي ليلة معينة، قام محمود بتنشيط الجهاز. بدأ الظل يتلاشى تدريجيًا حتى اختفى تمامًا. لكن مع اختفائه، شعر محمود بفراغ غريب في المنزل. أصبح المكان هادئًا أكثر مما ينبغي، وكأن الظل كان جزءًا من حياة المنزل وروحه.

 

النهاية المفتوحة

 

عاد محمود إلى حياته الطبيعية، لكنه لم ينسَ أبدًا هذه التجربة. ظل يتساءل: “هل الظل كان روحًا عالقة أم مجرد تجربة علمية فاشلة؟ وهل انتهت القصة فعلاً، أم أن هناك فصولاً أخرى تنتظر الكشف؟”

 

والآن، عزيزي القارئ، ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان محمود؟ هل كنت ستخاطر بالتعام

ل مع الظل أم تتركه دون تدخل؟ شاركنا رأيك!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى