صوت طفل يبكي وحيداً

صوت طفل يبكي وحيدًا – عالم القصص

في ليلة باردة من ليالي الشتاء، غطَّت الثلوج الأرض بطبقة بيضاء ناعمة، وساد الهدوء كل أرجاء القرية الصغيرة. لم يكن يُسمع سوى صوت الرياح التي تعصف بين الأشجار. فجأة، اخترق هذا الصمت صوتٌ حادٌ لطفلٍ يبكي وحيدًا. كان الصوت يأتي من الغابة المظلمة التي كانت دائمًا محطَّ خوف وريبة لأهالي القرية.

القصة تبدأ – عالم القصص

كان “عمر”، الشاب المغامر في القرية، جالسًا بجوار المدفأة في منزله الصغير، مستمتعًا بحرارة النار التي تبعث الدفء في أرجاء الغرفة. عندما سمع صوت البكاء، تجمَّد في مكانه لثوانٍ قليلة. حاول أن يقنع نفسه بأن الصوت ربما كان من نسج خياله، لكن البكاء كان واضحًا ومتواصلًا.

لم يستطع عمر تجاهل الأمر. لبس معطفه الثقيل، وأخذ مصباحًا يدويًا، وخرج من منزله. كان يعرف أن الذهاب إلى الغابة في هذا الوقت من الليل خطر، لكن قلبه لم يتحمل فكرة أن يكون هناك طفل في حاجة إلى مساعدة.

الرحلة إلى المجهول – عالم القصص

سار عمر بحذر في اتجاه الصوت. كلما اقترب، كان الصوت يزداد وضوحًا. بدا وكأنه قادم من أعماق الغابة. كانت الأشجار العالية تغطي السماء، مما جعل الظلام أكثر كثافة. كانت الرياح تعوي من حوله، لكنه لم يتوقف.

بعد مسافة ليست بالقصيرة، وجد عمر طفلًا صغيرًا يجلس تحت شجرة ضخمة. كان يرتجف من البرد، وعيناه مليئتان بالدموع. اقترب عمر منه بحذر وقال: “لا تخف، أنا هنا لمساعدتك.”

رفع الطفل رأسه ببطء، وظهرت على وجهه ملامح الرعب والتعب. قال بصوت منخفض: “لقد ضعت.”

الحقيقة الغامضة – عالم القصص

حمل عمر الطفل بين ذراعيه وبدأ يسأله عن اسمه وعن أهله. قال الطفل إن اسمه “سعيد”، وإنه كان يلعب مع أخيه الأكبر قرب الغابة قبل أن يضيع. لكن الغريب أن سعيد لم يكن يعرف كيف وصل إلى هذا المكان أو كم من الوقت مضى وهو في الغابة.

أثناء العودة إلى القرية، لاحظ عمر أن الطفل كان يحمل قلادة قديمة تبدو وكأنها تعود لعصور مضت. عندما سأله عنها، قال سعيد إنها كانت مع أخيه، لكنه لم يتذكر كيف أصبحت في حوزته.

اكتشاف الأسرار – عالم القصص

عندما عاد عمر وسعيد إلى القرية، استقبلهما الأهالي بدهشة وقلق. لم يكن أحد يعلم بوجود طفل مفقود. بدأ عمر البحث عن عائلة سعيد، لكن لم يظهر أي شخص يدعي معرفته أو فقدانه لطفل. هذا جعل عمر يشك في أن هناك سرًا غامضًا يحيط بالطفل.

قرر عمر أن يبقي سعيد في منزله لبعض الوقت حتى يُكشف اللغز. خلال الأيام التالية، بدأ سعيد يتحدث أكثر عن أخيه وعن أشياء غريبة حدثت لهما في الغابة. تحدث عن أصوات غريبة وظلال تتحرك بين الأشجار.

المواجهة الأخيرة – عالم القصص

شعر عمر أن عليه العودة إلى الغابة لمعرفة الحقيقة. أخذ سعيد معه هذه المرة، ولكن بحذر شديد. عندما وصلوا إلى نفس المكان الذي وجد فيه الطفل، حدث أمر غير متوقع. ظهرت امرأة عجوز غريبة الشكل، تحمل عصا وتهمس بكلمات غير مفهومة.

قالت العجوز بصوت خافت لكنه مرعب: “هذا الطفل ليس كما تظن. إنه يحمل سرًا يعود لزمن بعيد.”

تبيَّن أن سعيد كان يحمل تلك القلادة القديمة التي كانت تُعتبر مفتاحًا لباب سري في الغابة. هذا الباب يؤدي إلى عالم آخر مليء بالأسرار.

العودة بالأجوبة – عالم القصص

بمساعدة العجوز، تمكن عمر وسعيد من فتح الباب واكتشاف الحقيقة. كان العالم الآخر مليئًا بمخلوقات غريبة، لكنهم وجدوا أخ سعيد هناك، والذي كان عالقًا منذ أيام.

بعد أن عادوا سالمين إلى القرية، اختفى سعيد وأخوه بطريقة غامضة. لكن عمر بقي يحمل ذكريات تلك الليلة كدليل على أن الغابة تخفي أسرارًا أكبر مما يتخيله أي شخص.

هل لديك الشجاعة لاستكشاف الغابة بنفسك؟