صمت المرايا
عالم القصص
بداية غير متوقعة
في قرية صغيرة تقع بين الجبال والغابات، كانت هناك أسطورة تتحدث عن مرايا غريبة تستطيع أن ترى داخل أرواح البشر. قيل إن هذه المرايا موجودة داخل قصر مهجور على أطراف القرية. كان القصر مغلقًا منذ عشرات السنين، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه بسبب الخرافات التي أحاطت به.
ذات يوم، قررت فتاة شابة تُدعى ليلى أن تستكشف القصر. كانت ليلى معروفة بشجاعتها وحبها لاكتشاف الأشياء الغامضة. قررت أن تضع حدًا للخرافات وتكشف حقيقة هذه المرايا. حملت مصباحها القديم وانطلقت مع شروق الشمس نحو القصر.
دخول القصر
عالم القصص
عندما وصلت ليلى إلى بوابة القصر، شعرت برهبة تسري في أوصالها. كان المكان محاطًا بالهدوء الغريب، ولم تكن هناك أي أصوات سوى صوت الرياح التي تحرك أغصان الأشجار. فتحت البوابة بصعوبة، ودخلت إلى القصر المظلم. رائحة الغبار والعفن كانت تملأ المكان، والجدران كانت مغطاة بالرسومات القديمة.
في إحدى الغرف الكبيرة، وجدت ليلى مرآة ضخمة معلقة على الحائط. كانت المرآة مختلفة عن أي مرآة رأتها من قبل. كان إطارها مزخرفًا بنقوش دقيقة، وزجاجها يعكس أكثر من مجرد صورة.
اكتشاف الحقيقة
عالم القصص
اقتربت ليلى من المرآة بحذر، لكنها لم ترَ انعكاسها فيها. بدلاً من ذلك، رأت مشاهد من ماضيها. رأت نفسها عندما كانت طفلة، تلعب في الحقول مع والدها قبل أن يرحل عن الحياة. شعرت بالدهشة والخوف في آنٍ واحد.
بينما كانت تنظر، بدأت المرآة تُظهر مشاهد غريبة أخرى. رأت أشخاصًا لم تعرفهم من قبل، لكنهم كانوا يتحدثون عن أحداث مرت بها. أدركت ليلى أن المرآة ليست مجرد قطعة زجاجية، بل كانت نافذة إلى أعماق الروح.
المواجهة مع الظلال
عالم القصص
بينما كانت ليلى تحاول فهم ما يحدث، ظهرت ظلال غريبة في الغرفة. كانت تتحرك بصمت، وكأنها تبحث عن شيء ما. شعرت ليلى بالخوف، لكنها قررت أن تواجه الظلال. سألت بصوت عالٍ: “من أنتم؟ وماذا تريدون؟”.
ظهرت امرأة عجوز فجأة من بين الظلال. كانت ترتدي ملابس قديمة وممزقة، وعينيها مليئتين بالحزن. قالت بصوت متهدج: “أنا مالكة هذا القصر. هذه المرايا تعكس الحقيقة، لكنها تأخذ جزءًا من روح من ينظر فيها.”
الهروب من القصر
عالم القصص
فهمت ليلى أن المرآة كانت تسلب جزءًا من روحها، وأنها بحاجة إلى المغادرة فورًا. ركضت بسرعة خارج الغرفة، ولكن الأبواب والنوافذ بدأت تُغلق واحدة تلو الأخرى. استجمعت كل شجاعتها، وتمكنت من الهروب قبل أن يُغلق القصر بالكامل.
عندما عادت إلى القرية، قررت أن تُخبر الجميع بما حدث. لكن القرويين لم يصدقوها، واعتبروها مجرد خرافات أخرى. مع ذلك، قررت ليلى أن تكتب قصتها لتحذر الآخرين من خطر القصر والمرايا.
هل تعتقد أن المرايا قد تكون نافذة إلى أرواحنا أم أنها مجرد خرافة؟ شاركنا رأيك!