صرخة في الظلام

صرخة في الظلام

في قرية صغيرة على أطراف الجبال، حيث تعانق الطبيعة الحياة اليومية للسكان، كانت هناك أسطورة قديمة يتناقلها الناس عن “الصرخة في الظلام”. كان يقال إن الصرخة تأتي في الليالي التي يغيب فيها القمر، وتُسمع من عمق الغابة الكثيفة التي لم يجرؤ أحد على دخولها.

بداية القصة

عاش في تلك القرية شاب يدعى يوسف، شجاع ومغامر. كان يعمل نجارًا، ويحب استكشاف الطبيعة المحيطة به في أوقات فراغه. كان يوسف دائمًا يسمع عن تلك الصرخة الغامضة، لكنه لم يصدق تلك القصص، معتبرًا إياها مجرد خرافات لردع الأطفال عن التسلل إلى الغابة.

في إحدى الليالي المظلمة، بينما كان يوسف جالسًا في منزله الصغير يتصفح كتابًا قديمًا، سمع فجأة الصوت المزعوم. كانت صرخة حادة وقوية، وكأنها تحمل ألمًا كبيرًا. توقف قلبه للحظة، لكنه سرعان ما قرر التحقق من مصدر الصوت.

الرحلة إلى الغابة

أخذ يوسف مصباحه وحقيبة صغيرة تحتوي على بعض الأدوات، وتوجه نحو الغابة. كان الليل مظلمًا والجو باردًا، والهدوء يخيم على كل شيء عدا صوت الصرخة الذي يتكرر بين الحين والآخر.

عندما دخل يوسف الغابة، شعر برهبة لم يشعر بها من قبل. الأشجار العالية المتشابكة بدت كأنها تراقبه، والرياح كانت تحمل همسات غريبة. لكن فضوله تغلب على خوفه، وواصل السير باتجاه الصوت.

اللقاء الأول

بعد ساعة من البحث، وصل يوسف إلى منطقة كثيفة الأشجار، حيث بدت الأرض رطبة ومغطاة بأوراق الشجر المتساقطة. فجأة، سمع الصرخة مرة أخرى، لكنها كانت أقرب هذه المرة. توقف يوسف، محاولًا تحديد الاتجاه، ليجد أمامه كوخًا قديمًا مهجورًا.

دفع باب الكوخ بحذر، ليجد بداخله عجوزًا غريب المظهر جالسًا على كرسي هزاز، يحدق في الظلام. عندما لاحظ العجوز وجود يوسف، ابتسم ابتسامة غامضة وقال:

“لقد كنت بانتظارك”.

سر الصرخة

تفاجأ يوسف بكلمات العجوز وسأله: “كيف كنت تنتظرني؟ ومن أنت؟ وما قصة هذه الصرخة؟”

أجاب العجوز بصوت هادئ: “هذه ليست صرخة عادية، إنها صرخة أرواح الأشخاص الذين اختفوا في هذه الغابة. كل روح تحمل حكاية، وكل حكاية تحمل سرًا.”

سأله يوسف بقلق: “لماذا أسمع هذه الصرخة الآن؟”

ابتسم العجوز مجددًا وأجاب: “لأنك الشخص المختار لكشف الحقيقة وإعادة السلام إلى هذه الغابة.”

اكتشاف الحقيقة

قاد العجوز يوسف إلى غرفة صغيرة داخل الكوخ، حيث كانت هناك خريطة قديمة معلقة على الحائط. أشار إلى مكان محدد وقال: “هذا هو مصدر الشر. عليك الذهاب إلى هناك وكشف السر، لكن احذر، فالطريق مليء بالمخاطر.”

خرج يوسف من الكوخ متوجهًا نحو الموقع المحدد على الخريطة. أثناء رحلته، واجه أصواتًا غريبة وظلالًا تتحرك بين الأشجار، لكنه واصل السير بشجاعة.

المواجهة

عندما وصل إلى الموقع، وجد كهفًا مظلمًا ينبعث منه ضوء خافت. دخل يوسف الكهف بحذر ليجد مجموعة من الرموز الغريبة منقوشة على الجدران، وصندوقًا قديمًا في المنتصف. عندما فتح الصندوق، وجد بداخله مرآة صغيرة، لكن انعكاسه لم يكن طبيعيًا؛ بل أظهر وجهًا غريبًا يهمس: “أعد السلام إلى المكان.”

فجأة، شعر يوسف بيد باردة على كتفه. استدار ليجد شبحًا لرجل بدا عليه الحزن. قال الشبح: “لقد حُبست هنا لقرون بسبب ظلم ارتُكب في هذه الغابة. عليك كسر اللعنة.”

النهاية

بمساعدة المرآة والرموز الموجودة في الكهف، تمكن يوسف من كسر اللعنة. اختفت الصرخة وعادت الغابة إلى طبيعتها. عاد يوسف إلى القرية، حيث استقبله السكان كالبطل الذي أنهى أسطورة “الصرخة في الظلام”.

سؤال للقارئ

إذا كنت مكان يوسف، هل كنت س

تخاطر بحياتك لكشف سر “الصرخة في الظلام”؟ ولماذا؟