سلالة الظل

سلالة الظل – عالم القصص

في إحدى القرى النائية، حيث تسكن الأساطير وتُحاك القصص حول النيران، كانت هناك حكاية تتوارثها الأجيال عن سلالة تُدعى “سلالة الظل”. هذه السلالة لم تكن كغيرها؛ فقد كانوا يتمتعون بقدرات خارقة، تمكنهم من السيطرة على الظلال وتحريكها كما يشاؤون.

نشأة سلالة الظل – عالم القصص

تروي الأسطورة أن بداية هذه السلالة كانت من رجل يُدعى “آرين”. كان آرين نجارًا بسيطًا في قريته حتى تعرّض ذات يوم لحادثة غريبة. أثناء عودته من الغابة ليلاً، وجد نفسه محاطًا بظلام دامس. لم تكن هناك نجوم في السماء، وكأن الليل قد التهم كل شيء. فجأة، شعر بيد باردة تُلامس كتفه، وحين التفت لم يجد سوى ظلٍّ ضخم يتحرك بحرية.

الاتفاق الغامض – عالم القصص

يحكي البعض أن آرين عقد اتفاقًا مع كائنٍ غامض يعيش بين الظلال. وعده الكائن بقوة لا تضاهى تمكنه من حماية قريته من أي خطر، بشرط أن يتخلى عن جزء من إنسانيته. قَبِل آرين العرض، ومنذ تلك اللحظة، أصبح قادرًا على استخدام الظلال كأداة تخدمه في الخير والشر.

مع مرور السنوات، بدأت قدرات آرين تنتقل إلى ذريته، لكن لكل جيل قوانينه الخاصة. كان الأقوياء منهم يتمتعون بقدرة التحكم الكامل، بينما يكتفي الضعفاء بالتلاعب البسيط في الظلال. أصبح اسم “سلالة الظل” يُثير الرعب والاحترام معًا.

التحدي الأكبر – عالم القصص

لكن القوة العظمى تأتي بثمن. اكتشف أحفاد آرين أن هناك لعنة ترافق هذه القدرات. كلما استخدم أحدهم قواه بطريقة خاطئة، كان يفقد جزءًا من روحه، ليصبح أكثر ظلامًا وأقل إنسانية. قرر حكماء السلالة وضع قواعد صارمة لاستخدام هذه القوة، لكن لم يكن الجميع ملتزمين.

في زمننا هذا، وُلد شاب يُدعى “ليث”، كان وريثًا قويًا لسلالة الظل. على الرغم من صغر سنه، أظهر ليث مهارات مذهلة في التحكم بالظلال، لكنه كان يعاني من صراع داخلي. كان ليث يحمل قلبًا طيبًا، لكنه لم يستطع تجاهل الإغراءات التي تقدمها قوته.

صراع الخير والشر – عالم القصص

ذات يوم، هاجمت مخلوقات غريبة القرية، وكان على ليث أن يتخذ قرارًا مصيريًا. إما أن يستخدم قواه بالكامل ويخاطر بفقدان إنسانيته، أو يترك القرية تواجه مصيرها. وقف ليث في وسط القرية، والظلال تتراقص حوله كجيشٍ ينتظر أوامره. اختار ليث المواجهة، لكنه وعد نفسه بأنه لن يفرط في روحه مهما كان الثمن.

معركة ليث كانت ملحمية. استخدم الظلال لتطويق المخلوقات وتدميرها، لكنه لاحظ أن كل حركة من حركاته تأخذ منه جزءًا صغيرًا من طاقته الإنسانية. عندما انتهت المعركة، وجد ليث نفسه مختلفًا. لم يكن يشعر بنفس الدفء الذي اعتاد عليه، وكأن جزءًا من روحه قد غاب.

القرار المصيري – عالم القصص

بعد تلك الليلة، اجتمع حكماء السلالة وقرروا أن الوقت قد حان لإنهاء اللعنة التي تلاحقهم منذ الأزل. كانت هناك طريقة واحدة فقط لذلك: العودة إلى المكان الذي بدأ فيه كل شيء، الغابة المظلمة، ومواجهة الكائن الذي عقد الاتفاق مع آرين.

قاد ليث البعثة بنفسه. دخل الغابة مع مجموعة من أقوى أفراد السلالة. كان المكان مخيفًا، مليئًا بالأصوات الغريبة والظلال التي تبدو وكأنها تراقبهم. في قلب الغابة، وجدوا الكائن الغامض.

ظهر الكائن بشكل ظل متغير لا يتخذ شكلاً ثابتًا. تحدث بصوت عميق وقال: “هل جئتم لتعيدوا ما أخذتموه؟” أجابه ليث: “نريد أن ننهي اللعنة. لقد دفعنا الثمن بما يكفي.”

ضحك الكائن وقال: “لا شيء يُعطى بلا مقابل. إن أردتم إنهاء اللعنة، عليكم أن تقدموا لي أعظم ما لديكم.”

التضحية الكبرى – عالم القصص

فهم ليث أن الكائن يطلب القوة التي تمتلكها السلالة. بعد نقاش طويل مع رفاقه، قرر ليث التضحية بقدراته وكل قدرات السلالة ليحررهم من اللعنة. وقف في وسط دائرة الظلال ورفع يده، مستعدًا لتسليم كل شيء. عندما انتهت الطقوس، اختفت الظلال تمامًا، وشعر أفراد السلالة بخفة لم يعهدوها من قبل.

عاد ليث وأفراد السلالة إلى القرية. أصبحوا بشرًا عاديين، لكنهم عاشوا بسلام بعيدًا عن الظلال ولعناتها.

ماذا ستفعل إذا كنت تمتلك قوة عظيمة لكن بثمن باهظ؟