سر العصفور الذهبي

سر العصفور الذهبي

في قديم الزمان، في قرية صغيرة محاطة بالغابات الكثيفة والجبال العالية، كان هناك عصفور ذهبي يعيش في قمة شجرة ضخمة وسط الغابة. كان لمعان ريشه الذهبي يُبهر كل من يراه، لكن لا أحد في القرية كان يستطيع الوصول إليه. يُقال إن هذا العصفور لم يكن مجرد طائر عادي، بل كان يحمل سرًا قديمًا يحقق السعادة والثراء لكل من يكتشفه.

انتشرت الأساطير بين الناس عن هذا العصفور، حتى أصبح حلمًا للجميع أن يعثروا عليه. لكن الغابة كانت مليئة بالمخاطر، ولم يجرؤ أحد على المغامرة بالدخول إليها.

في إحدى الليالي، اجتمعت العائلة الفقيرة التي كانت تعيش عند أطراف القرية حول النار. كان الابن الأصغر، سامي، معروفًا بشجاعته وفضوله الكبير. قال سامي:
“سأذهب للبحث عن العصفور الذهبي وأكتشف سره. ربما أتمكن من مساعدة عائلتنا للخروج من الفقر.”

حاول والداه ثنيه عن الفكرة، لكن عزيمته كانت أقوى. وفي صباح اليوم التالي، حمل حقيبة صغيرة تحتوي على قليل من الطعام والماء، وانطلق نحو الغابة.

كانت الغابة غامضة ومليئة بالأصوات الغريبة، لكن سامي لم يتراجع. على طول الطريق، واجه تحديات كثيرة: نهراً عميقاً اضطر لعبوره باستخدام جذع شجرة، وأفعى ضخمة حاولت اعتراض طريقه. لكن بمساعدته لعصفور صغير كان عالقًا بين الأغصان، حصل على دليل من هذا العصفور إلى اتجاه الشجرة الكبيرة.

بعد يومين من البحث، وصل سامي إلى الشجرة الضخمة حيث يعيش العصفور الذهبي. جلس تحتها ينتظر بزوغ الشمس. وعندما أشرقت الشمس، ظهر العصفور الذهبي على قمتها.
قال سامي بصوت عالٍ: “يا عصفور الغابة الذهبي، لقد جئت لأكتشف سرك. لا أريد الثراء فقط، بل أريد أن أساعد عائلتي والقرية.”

نزل العصفور واقترب من سامي، وقال بصوت بشري:
“يا سامي، السر ليس في ريشتي الذهبية أو كنز مخفي. السر في أن تعيش حياتك بمساعدة الآخرين ومشاركتهم الحب والأمل. لقد أثبت شجاعتك وطيبة قلبك عندما ساعدت العصفور الصغير، ولذلك سأعطيك هدية.”

وهنا نقر العصفور على الأرض، وظهرت شجرة صغيرة مليئة بالثمار الذهبية. قال العصفور:
“هذه الشجرة تنمو مع العطاء. كلما كنت كريمًا وساعدت الناس، ستنمو وتثمر أكثر.”

عاد سامي بالشجرة إلى قريته، وبدأ يزرع الخير بين الناس. أصبحت القرية مزدهرة وسعيدة بفضل كرم سامي، واستمر سر العصفور الذهبي يعلّم الأجيال معنى العطاء وحب الخير.

النهاية