سر الحديقة والزهرة المتكلمة

عالم القصص

في إحدى القرى الهادئة، حيث تمتد الحقول الخضراء وتتناثر الأزهار بألوانها الزاهية، كانت هناك حديقة غامضة تحيط بها الأسوار العالية. لم يكن أحد يجرؤ على دخولها، إذ كانت الشائعات تدور حول أسرارها المخفية. لكن “ليلى”، الفتاة الفضولية ذات العيون الواسعة والشعر البني المموج، لم تكن تصدق القصص المخيفة التي يتناقلها أهل القرية.

عالم القصص

ذات يوم، بينما كانت ليلى تتجول بالقرب من الحديقة، لاحظت بوابة صغيرة نصف مفتوحة. ترددت للحظة، لكنها قررت الدخول. كان المكان ساحرًا، الأزهار تتمايل مع النسيم، والأشجار تبدو وكأنها تهمس ببعضها البعض. وسط كل هذا الجمال، لفت انتباهها زهرة غريبة ذات بتلات ذهبية تتوهج تحت أشعة الشمس.

اقتربت ليلى بحذر وهمست: “ما أجملك!”

لدهشتها، ردت الزهرة بصوت ناعم: “شكرًا لكِ، ليلى. كنت أنتظرك منذ زمن طويل.”

تراجعت ليلى إلى الخلف بدهشة، ثم سألت بصوت مرتجف: “كيف يمكنكِ التحدث؟ هذا مستحيل!”

عالم القصص

ابتسمت الزهرة قائلة: “ليس كل شيء في هذا العالم يمكن تفسيره. اسمي “لوتس”، وأنا أحمل سر هذه الحديقة.”

تقدمت ليلى بحذر وقالت: “وما هو هذا السر؟”

أجابت لوتس: “هذه الحديقة كانت مملكة قديمة، وكان يحكمها ملك عادل اسمه “أورلان”. لكنه اختفى منذ سنوات طويلة بسبب تعويذة شريرة ألقاها ساحر غامض. ولتحريره، يجب العثور على مفتاح ذهبي مدفون في مكان ما داخل هذه الحديقة.”

شعرت ليلى بالحماس وقالت: “سأساعدكِ في العثور على المفتاح!”

عالم القصص

بدأت ليلى البحث في أرجاء الحديقة، متجاوزة البرك اللامعة والجسور الحجرية العتيقة. وبينما كانت تحفر بالقرب من نافورة قديمة، شعرت بشيء صلب تحت التراب. أزالت الأوساخ بحذر حتى وجدت صندوقًا صغيرًا يحتوي على المفتاح الذهبي.

عادت بسرعة إلى الزهرة لوتس، وسألتها: “وجدت المفتاح! ماذا أفعل الآن؟”

أجابت لوتس: “يجب عليكِ إدخاله في قفل الباب الحجري الموجود خلف تلك الأشجار الكثيفة.”

ركضت ليلى نحو الباب الغامض وأدخلت المفتاح في القفل. في لحظة، اهتزت الأرض، وبدأ الباب بالانفتاح ببطء، ليظهر رجل طويل ذو شعر فضي وعينين زرقاوين.

نظر الرجل حوله وقال بصوت عميق: “أنا الملك أورلان… شكرًا لكِ، ليلى، لقد حررتِني من اللعنة.”

عالم القصص

فرحت ليلى بشدة، وسألت الملك: “ولكن كيف أصبحت زهرة يا لوتس؟”

ضحك الملك قائلاً: “لوتس لم تكن زهرة عادية، بل كانت الأميرة الحقيقية للمملكة، وأراد الساحر الشرير إخفاءها عني.”

فجأة، بدأت الزهرة تتوهج بشدة، وتحولت إلى فتاة جميلة ذات شعر ذهبي وعينين خضراوين.

قالت الأميرة لوتس: “لقد عدنا بفضل شجاعتكِ، ليلى.”

ابتسمت ليلى بسعادة، وشعرت أن هذا اليوم سيبقى محفورًا في ذاكرتها إلى الأبد.

والآن، ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان ليلى؟ هل كنت ستغامر بدخول الحديقة؟