رسالة من الزمن القديم

عالم القصص

في صباح يوم غائم، كان “سامي” يسير عبر الحقول الواسعة التي تمتد بجوار قريته الصغيرة. لطالما أحب التنزه في هذا المكان المليء بالذكريات العائلية، حيث كان يلعب هنا كطفل صغير. في ذلك اليوم، وبينما كان يتفقد الأرض بحثًا عن الأحجار المميزة، لاحظ شيئًا غريبًا يبرز من بين الأعشاب.

كانت هناك قطعة خشبية قديمة تبدو كأنها جزء من صندوق مدفون. شعر سامي بالفضول وحاول استخراجها بحذر. وبعد دقائق من الحفر، اكتشف صندوقًا خشبيًا صغيرًا مغلقًا بإحكام. بدا وكأنه يعود إلى قرون مضت. نقشه الباهت وحالته المهترئة زادا من غموضه.

عالم القصص

عاد سامي إلى منزله حاملاً الصندوق بيديه، محاولاً تخيل ما قد يكون بداخله. جلس في غرفته وأضاء مصباح الطاولة، وبدأ في تنظيف الصندوق بعناية. بعد أن أزال الغبار، لاحظ وجود نقوش غريبة وكلمات لم يستطع فهمها. كانت لغة قديمة لم يسبق له أن رآها.

عندما فتح الصندوق أخيرًا، وجد داخله لفافة من الورق تبدو هشة للغاية، وقطعة معدنية تشبه الخاتم. كانت اللفافة مكتوبة بلغة غريبة، لكن سامي استطاع تمييز بعض الرسوم البسيطة التي تشير إلى خريطة.

عالم القصص

قرر سامي عرض اللفافة والخاتم على جده، الذي كان دائمًا مولعًا بالتاريخ. عندما رأى الجد القطع، تسمر في مكانه، وكأن الزمن توقف للحظة. قال بنبرة مليئة بالدهشة: “هذا شيء لم أره في حياتي، لكنه يذكرني بالأساطير القديمة التي كانت تحكى في قريتنا.”

أخبر الجد سامي عن قصة قديمة تتحدث عن رسالة تركها سكان قدامى لهذه الأرض، تحوي سرًا يمكن أن يغير حياة من يكتشفه. كانت الرسالة مشفرة بطريقة لا يستطيع فكها سوى من يرتدي الخاتم الخاص.

عالم القصص

أخذ سامي الخاتم ووضعه في إصبعه. في لحظة، شعر بوخز خفيف وكأن شيئًا ما تنشط داخله. عاد إلى اللفافة وحاول فك الرموز. لدهشته، بدأ يفهم بعض الكلمات وكأنها تُترجم في ذهنه. كانت الرسالة تشير إلى “بوابة الزمن”، وهي مكان مخفي في الغابة القديمة المجاورة للقرية.

قرر سامي الذهاب إلى الغابة في اليوم التالي، بعد أن أخبر جده بما توصل إليه. أعطاه الجد نصيحة: “كن حذرًا يا بني، فالأساطير غالبًا ما تحمل في طياتها أخطارًا.”

عالم القصص

في صباح اليوم التالي، انطلق سامي نحو الغابة وهو يشعر بمزيج من الحماس والخوف. استند إلى الخريطة التي وجدها مع اللفافة، وبدأ في تتبع المعالم التي ذكرتها الرسالة. كانت الغابة مظلمة ومليئة بالأصوات الغريبة، لكنه لم يتوقف.

بعد ساعات من البحث، وصل إلى موقع غريب حيث وقف أمام شجرة ضخمة تحمل نقشًا مشابهًا للنقوش الموجودة على الصندوق. وضع الخاتم على النقش، وبدأ المكان يهتز قليلاً. ظهرت فجأة بوابة مشرقة تشبه السراب.

عالم القصص

دخل سامي البوابة بحذر. وجد نفسه في عالم مختلف تمامًا، حيث بدت السماء أرجوانية والأرض مغطاة بزهور مضيئة. قابل هناك رجلاً عجوزًا يرتدي ثوبًا أبيض، عرف نفسه بأنه “حارس الزمن”.

قال الحارس: “لقد أتيت إلى هنا لأنك المختار. الرسالة التي وجدتها هي دعوة لاكتشاف الحقيقة التي تخفيها الأزمنة.”

أخبر الحارس سامي أن لكل إنسان دورًا في هذا العالم، وأن هذه الرحلة كانت لتذكيره بأهمية البحث عن الحقيقة والمعرفة. أعطاه الحارس كتابًا مليئًا بالحكمة، وقال له: “عد إلى عالمك واستخدم هذه المعرفة بحكمة.”

عالم القصص

عاد سامي من رحلته وهو يشعر بتغير عميق في داخله. أدرك أن الحياة ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي رحلة مليئة بالأسرار التي تنتظر من يكتشفها. أصبح أكثر اهتمامًا بالتاريخ والبحث عن القصص القديمة، وقرر مشاركة هذه التجربة مع الآخرين.

والآن، عزيزي القارئ، إذا وجدت رسالة غامضة يومًا ما، كيف ستتعامل معها؟