حكاية قبل النوم مغامرة الطائر الذهبي

حكاية قبل النوم مغامرة الطائر الذهبي

في غابة بعيدة تمتد أشجارها إلى السماء وتملأ أرجاءها الأزهار البرّاقة، عاش طائر ذهبي نادر. كان هذا الطائر يمتلك ريشًا يلمع كالذهب تحت ضوء الشمس، وصوتًا عذبًا يأسِر قلوب كل من يسمعه. كانت أسطورة هذا الطائر تنتقل بين سكان القرى المحيطة، تقول إنه يجلب الحظ والسعادة لكل من يراه.

في تلك القرية الصغيرة، كانت تعيش فتاة صغيرة تدعى “ليلى” مع جدّها العجوز. كانت ليلى تحب الاستماع إلى حكايات جدها عن الطائر الذهبي، وكانت تحلم أن تراه يومًا.

ذات ليلة، بينما كانت ليلى تحدّق في السماء المرصعة بالنجوم، سمعت صوتًا عذبًا يأتي من بعيد. رفعت رأسها نحو الغابة، فرأت بريقًا ذهبيًا يلمع بين الأشجار. أخذت الفضولية الصغيرة تتملكها، فقامت بحمل فانوسها، وقررت أن تكتشف مصدر الصوت والبريق.

خطت ليلى إلى الغابة، وكانت الأصوات العذبة تزداد وضوحًا كلما تقدمت. لم تكن خائفة؛ بل شعرت وكأن شيئًا ما يوجهها نحو هذا الطائر الأسطوري. فجأة، توقفت أمام شجرة عملاقة تتوسط الغابة، حيث كان الطائر الذهبي يقف على أعلى غصن، ينظر إليها بعينيه البراقتين.

قال الطائر بصوت هادئ:

“مرحبًا يا ليلى. لقد كنت أنتظرك.”
فوجئت ليلى بكلام الطائر، وسألته بدهشة:

“كيف تعرف اسمي؟ ولماذا كنت تنتظرني؟”
رد الطائر:

“أنا الطائر الذهبي، وأعرف كل شيء عن سكان هذه الأرض. جئت لأطلب مساعدتك.”

شعرت ليلى بالحماس والفضول، فقالت:

“كيف يمكنني مساعدتك؟”
أجاب الطائر:

“هناك سحر شرير يهدد الغابة وسكانها. أحتاج إلى قلب نقي مثل قلبك لكسر هذا السحر. عليك أن تجدي زهرة القمر، التي تنبت على قمة الجبل الأزرق. إنها الزهرة الوحيدة التي يمكنها إنقاذنا.”

وافقت ليلى على الفور، وبدأت رحلتها نحو الجبل الأزرق. كانت الرحلة طويلة وشاقة، لكنها لم تستسلم. عبرت الجداول، وتسلقّت الصخور، وسارت بين أشجار مليئة بالأشواك.

في طريقها، واجهت ثلاثة تحديات. التحدي الأول كان نهرًا سريع الجريان. ظهر لها قندس صغير وقال:

“إذا ساعدتني في بناء سدي، سأساعدك على عبور النهر.”
قامت ليلى بجمع الأغصان والأخشاب وساعدت القندس. وبفضل جهودهما المشتركة، تمكّنت من عبور النهر بأمان.

التحدي الثاني كان كهفًا مظلمًا مليئًا بالخفافيش. شعرت ليلى بالخوف، لكن صوتًا هادئًا ناداها من داخل الكهف. كان هناك بومة حكيمة، قالت لها:

“إذا أجبتي عن سؤالي، سأرشدك إلى المخرج.”
سألت البومة:

“ما الشيء الذي يزداد عندما تشاركه مع الآخرين؟”
فكرت ليلى وقالت:

“السعادة.”
ابتسمت البومة وفتحت لها الطريق للخروج.

أما التحدي الثالث، فقد كان تنينًا صغيرًا يحرس قمة الجبل. كان غاضبًا، لكنه بدا حزينًا. اقتربت منه ليلى بحذر وسألته:

“لماذا أنت غاضب؟”
قال التنين:

“أنا لست غاضبًا، بل أشعر بالوحدة. لا أحد يريد أن يكون صديقي.”
ابتسمت ليلى وقالت:

“سأكون صديقتك. لكن دعني أقطف زهرة القمر لإنقاذ الغابة.”
وافق التنين بسعادة، وحملها على ظهره إلى قمة الجبل حيث كانت الزهرة.

قطفت ليلى زهرة القمر وعادت بها إلى الطائر الذهبي. بمجرد أن لامس الطائر الزهرة، تحولت الغابة إلى جنة خضراء، واختفى السحر الشرير.

قال الطائر:

“شكراً لكِ يا ليلى. لقد أظهرتِ شجاعة وقلبًا نقيًا. هذه الغابة ستكون دائمًا ملاذكِ.”

عادت ليلى إلى جدّها حاملةً ذكرى هذه المغامرة الرائعة. ومنذ ذلك اليوم، كانت تغفو كل ليلة على صوت حكايات جديدة تحلم بها.

النهاية.