روايات خيالية

بوابة الظلال

بوابة الظلال

بوابة الظلال

عالم القصص

في ليلة مظلمة تتوسطها عاصفة برقية، كان خالد يسير في طريق طويل مليء بالأشجار العالية التي تتمايل مع الرياح. كان يحمل حقيبة ظهر مليئة بالكتب، وبينما كان يقترب من نهاية الطريق، لمح في الظلام بريقًا غريبًا.

لم يكن خالد شخصًا يخشى المغامرة. اقترب بحذر، ليكتشف بوابة كبيرة مغطاة بنقوش قديمة تشبه الرموز. كانت البوابة تصدر وميضًا خافتًا، وكأنها تدعوه للدخول. حاول خالد أن يفهم النقوش، لكنها بدت له كأنها لغة من عالم آخر.

عالم القصص

بدافع الفضول، مد يده ليلمس البوابة. في لحظة، شعر بدفء يجتاح جسده، ووجد نفسه في مكان مختلف تمامًا. كان في غابة غريبة الألوان، الأشجار فيها تتوهج والأرض مغطاة برمال ذهبية. تفاجأ خالد بوجود مخلوقات صغيرة تشبه الفراشات لكن بأجنحة كريستالية.

“من أنت؟” سأله صوت ناعم. استدار ليجد فتاة شابة ذات شعر فضي طويل وعيون لامعة. كانت ترتدي رداءً بسيطًا مزينًا بالنجوم.

“أنا خالد. كنت في طريقي إلى المنزل عندما وجدت بوابة غريبة، و… أين أنا؟” أجاب خالد بارتباك.

ابتسمت الفتاة وقالت: “أنت الآن في عالم الظلال. نحن نطلق عليه هذا الاسم لأنه يحتفظ بكل ما يخفيه البشر في قلوبهم من أسرار وخيالات.”

عالم القصص

شرح خالد للفتاة أنه مجرد إنسان عادي ولا يملك أي أسرار كبيرة. لكنها هزت رأسها وقالت: “كل من يدخل بوابة الظلال لديه قصة يجب أن يكتشفها.” قادته إلى قرية صغيرة في وسط الغابة، حيث كان سكانها يعيشون بتناغم مع الطبيعة.

كان هناك رجل حكيم يدعى زافير. قال لخالد: “لا أحد يأتي إلى هنا عبثًا. هناك شيء ما تبحث عنه، حتى لو لم تكن تعلم.” بدأ زافير يشرح لخالد أن بوابة الظلال تظهر فقط لأولئك الذين يحتاجون إلى مواجهة جانب من أنفسهم.

عالم القصص

بدأ خالد يشعر بأن هناك سرًا يكتنف حياته. تذكر حلمًا غريبًا يراوده منذ طفولته، عن غرفة مظلمة مليئة بالكتب القديمة. أخبر زافير بذلك، فاقترح عليه الذهاب إلى مكتبة الظلال الموجودة على قمة الجبل.

انطلق خالد في رحلته، وواجه تحديات مختلفة في الطريق. كان عليه أن يعبر جسورًا متهالكة، ويتجنب بحيرات مليئة بالمخلوقات الغريبة. ومع كل عقبة، شعر أنه يكتشف شيئًا جديدًا عن نفسه.

عالم القصص

عندما وصل إلى مكتبة الظلال، كانت ضخمة ومهيبة. دخل إلى الداخل ليجد كتبًا تطير في الهواء ومخطوطات تتوهج. قادته إحدى الكتب إلى غرفة صغيرة تحتوي على مرآة سحرية. عندما نظر إلى المرآة، شاهد صورة لنفسه وهو طفل صغير، لكنه كان يحمل كتابًا معينًا.

تذكر خالد أنه فقد هذا الكتاب عندما كان صغيرًا، وكان دائمًا يشعر بالحزن لذلك. أدرك أن هذا الكتاب كان يحتوي على أحلامه وأمانيه التي نسيها مع مرور الوقت.

عالم القصص

خرج خالد من المكتبة وهو يشعر بخفة غريبة. عاد إلى القرية ليجد أن زافير كان ينتظره. قال له: “الآن أصبحت مستعدًا للعودة. لا تنسَ أن تحمل معك ما تعلمته.”

عندما عاد خالد إلى البوابة وعبرها، وجد نفسه في نفس المكان الذي بدأ منه. لكن هذه المرة، كان يشعر بالقوة والوضوح. أدرك أن الرحلة لم تكن مجرد مغامرة، بل كانت اكتشافًا لنفسه.

عالم القصص

سؤال للقارئ: إذا أتيحت لك الفرصة للعبور عبر بوابة كهذه، ما هو السر الذي تود اكتشافه عن نفسك؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى