انتظار تحت السماء

انتظار تحت السماء

عالم القصص

تحت سماء صافية ممتدة بلا نهاية، جلس سامر على صخرة كبيرة في قلب الصحراء، ينظر إلى الأفق البعيد حيث تختلط زرقة السماء بصفرة الرمال. كان المكان خاليًا من أي علامة للحياة، فقط هو والرياح التي تحمل معها حكايات الزمن الغابر. كان سامر ينتظر، لكن ما الذي ينتظره؟ هذا السؤال لم يستطع الإجابة عنه بسهولة.

قبل أيام قليلة، تلقى رسالة غامضة. ورقة صغيرة كانت موضوعة بعناية أمام باب منزله، مكتوب عليها: “انتظر تحت السماء، في المكان الذي يعرفه قلبك.” بدا الأمر كأنه لغز، ولكنه شعر بجاذبية قوية تدفعه إلى الطاعة. أخذ حقيبته الصغيرة وترك المدينة خلفه، متجهًا نحو المجهول.

رحلة البحث

عالم القصص

لم يكن المكان الذي وجده صدفة. كان سامر قد زار هذا الجزء من الصحراء في طفولته مع والده. هناك تعلم كيف يقرأ النجوم وكيف يستمع لصمت الرمال. الآن، عاد إليه، لكنه لم يكن وحيدًا كما كان يظن. في اليوم الأول لوصوله، رأى آثار أقدام صغيرة على الرمال، وكأنها لشخص كان هنا قبل وقت قصير. من يكون هذا الشخص؟

بينما كان الليل يخيم على المكان، أشعل سامر نارًا صغيرة، وجلس بجانبها يفكر في الرسالة. “هل هذا اختبار؟ أم مجرد دعوة للعودة إلى ذكرياتي؟” تساءل بصوت عالٍ. فجأة، شعر بحركة خلفه. استدار بسرعة، لكنه لم يرَ شيئًا سوى الظلام. مع ذلك، لم يستطع التخلص من شعور بأن أحدًا يراقبه.

لقاء غير متوقع

عالم القصص

في صباح اليوم التالي، وبينما كان يجمع بعض الحطب، سمع صوت خطوات تقترب. رفع رأسه ليرى فتاة ترتدي ثوبًا أبيض طويلًا، وشعرها ينسدل كالحرير على كتفيها. كانت تحمل سلة صغيرة مليئة بالثمار. “أنت سامر، أليس كذلك؟” قالت بصوت هادئ لكنه مليء بالثقة.

“نعم، ومن أنت؟ وكيف تعرفين اسمي؟” رد سامر بدهشة.

ابتسمت الفتاة وقالت: “اسمي ليلى، وأنا هنا لنفس السبب الذي أتى بك.”

لم يفهم سامر ما تعنيه، لكنه شعر براحة غريبة وهو يتحدث معها. جلست ليلى بجانبه، وبدأت تروي له قصتها. كانت هي أيضًا قد تلقت رسالة مشابهة، ولكنها لم تكن تعرف من أرسلها أو لماذا. الشيء الوحيد الذي كانت متأكدة منه هو أن هذا المكان يحمل مفتاحًا لأمر كبير.

اكتشاف الحقيقة

عالم القصص

مع مرور الأيام، بدأ سامر وليلى يستكشفان المنطقة معًا. وجدا نقوشًا قديمة محفورة على الصخور، ورسومات تشير إلى وجود حضارة قديمة عاشت هنا منذ آلاف السنين. كانت النقوش تحمل رموزًا غريبة، ولكنها تشير دائمًا إلى السماء.

“ربما كان أهل هذه الحضارة يعبدون النجوم،” قال سامر بينما كان يدرس إحدى النقوش.

“أو ربما كانوا ينتظرون شيئًا من السماء، مثلنا تمامًا،” أضافت ليلى بابتسامة غامضة.

في إحدى الليالي، وبينما كانا يتأملان السماء المرصعة بالنجوم، لاحظا ضوءًا غريبًا يتحرك في الأفق. كان الضوء يقترب ببطء حتى أصبح قريبًا بما يكفي لرؤية مصدره. كان هناك جسم غريب، يشبه السفينة، يهبط بهدوء على الرمال.

اللقاء المنتظر

عالم القصص

توقف الجسم الغريب على بعد أمتار قليلة منهما، وخرج منه شخص طويل القامة، بملامح لا يمكن وصفها بسهولة. لم يكن بشرًا، ولكنه لم يكن مرعبًا أيضًا. تقدم نحو سامر وليلى ببطء، وقال بلغة لم يفهماها، ولكن صوته كان يحمل طمأنينة غريبة.

“من أنت؟ وماذا تريد؟” سأل سامر بتردد.

أشار الكائن إلى السماء، ثم إلى النقوش على الصخور. بدا وكأنه يقول شيئًا عن العلاقة بين البشر والنجوم. فجأة، رفع يده وأخرج بلورة صغيرة مضيئة، وضعها على الأرض بينهما. كانت البلورة تشع ضوءًا ناعمًا يغمر المكان بالسلام.

“هل هذه رسالة؟” تساءلت ليلى.

أومأ الكائن برأسه، ثم عاد إلى مركبته واختفى كما جاء. بقي سامر وليلى ينظران إلى البلورة، غير مدركين تمامًا لما حدث.

ما الذي تحت السماء؟

عالم القصص

بعد عودتهما إلى المدينة، احتفظ سامر وليلى بالبلورة وبدأا يدرسانها. كانت تحمل رموزًا مشابهة لتلك التي رأياها في الصحراء. شيئًا فشيئًا، أدركا أن هذه البلورة تحتوي على معلومات يمكن أن تغير نظرة البشر إلى الكون.

لكن السؤال الذي لم يجدا له إجابة حتى الآن هو: من أرسل الرسالة؟ ولماذا اختارا هما بالذات لهذه المهمة؟

وأنت، عزيزي القارئ، هل تعتقد أن الكون يخفي أسرارًا لا ندركها بعد؟ وهل يمكن أن تكون السماء مفتاحًا لاكتشاف حقيقتنا؟