الوحش والمرآة السحرية
بداية الحكاية
كان هناك وحش يعيش في أعماق غابة كثيفة، تحيط به الأشجار العالية والصخور الشاهقة. لم يكن وحشًا عاديًا؛ فقد كان يمتلك قدرات سحرية غامضة جعلته يخافه الجميع. لكن ما لم يعرفه أحد هو أن هذا الوحش لم يكن سيئًا كما يظن الناس، بل كان ضحية لعنة قديمة.
كان الوحش يقضي أيامه في مراقبة البشر من بعيد، يحلم بحياة مختلفة بعيدًا عن الوحدة التي فرضت عليه. وفي أحد الأيام، أثناء تجوله في الغابة، وجد شيئًا غريبًا بين الأعشاب: مرآة صغيرة مزخرفة بحواف ذهبية.
اكتشاف المرآة السحرية
حين التقط الوحش المرآة، شعر بطاقة غريبة تسري في جسده. نظر في المرآة، لكنه لم يرَ انعكاسه المعتاد. بدلاً من ذلك، رأى صورًا لأشخاص وأماكن غريبة. أدرك الوحش أن هذه المرآة ليست عادية، بل سحرية.
بدأ الوحش يستكشف قدرات المرآة. اكتشف أنها تظهر له أعماق قلوب الناس. كانت تكشف الأسرار والحقائق المخفية، سواء كانت جيدة أم سيئة. ورغم أن الوحش شعر بالذهول بهذه القوة، إلا أنه لم يستخدمها لإيذاء أحد. أراد أن يفهم الناس، وليس أن يتحكم فيهم.
لقاء الفتاة الشجاعة
ذات يوم، بينما كان الوحش يستخدم المرآة، ظهرت صورة فتاة صغيرة تبدو شجاعة ومميزة. كانت تعيش في قرية قريبة من الغابة. شعرت الفتاة بوجود الوحش، لكنها لم تخف كما فعل الآخرون. قررت مواجهته لتكتشف حقيقته.
حين وصلت الفتاة إلى الغابة، وجدت الوحش جالسًا بجوار شجرة ضخمة، يحمل المرآة في يده. بدت عليها علامات الحذر، لكنها بدأت في الحديث معه. تفاجأت حين وجدت أن الوحش لطيف ويبحث عن صداقة حقيقية. أخبرها الوحش عن لعنته وعن المرآة.
مغامرة البحث عن الحل
قررت الفتاة مساعدة الوحش في كسر اللعنة. أخبرتها المرآة عن تعويذة قديمة مخفية في أطلال قلعة بعيدة. كان عليهما أن يخوضا مغامرة شاقة للوصول إليها. واجها في رحلتهما مخاطر عديدة، من مخلوقات غريبة إلى تحديات سحرية.
لكن كلما اقتربا من هدفهما، زادت قوة صداقتهما. بدأت الفتاة ترى الوحش ككائن طيب ومميز، بينما شعر الوحش لأول مرة بأنه ليس وحيدًا. كانت الرحلة مليئة بالدروس والعبر، حيث تعلم الاثنان أن القوة الحقيقية تكمن في القلب.
النهاية المفاجئة
عندما وصلا إلى الأطلال، واجها آخر اختبار: أن يكشف كل منهما عن أعمق أسراره أمام الآخر. كانت هذه اللحظة حاسمة، لكنها أكدت عمق الثقة بينهما. أخيرًا، كُسرت اللعنة، وعاد الوحش إلى شكله البشري.
عاد الاثنان إلى القرية، حيث استقبلهما الجميع بحفاوة. أصبح الوحش والفتاة رمزًا للصداقة والشجاعة، واستُخدمت المرآة كوسيلة لمساعدة الآخرين على اكتشاف حقيقتهم.
سؤال للقارئ
ماذا كنت ستفعل لو وجدت مرآة تكشف أعماق قلوب الناس؟