النملة التي حلمت بالطيران

في غابة خضراء واسعة، حيث ترتفع الأشجار إلى السماء وتزهو الزهور بألوانها الباهرة، عاشت نملة صغيرة باسم نورة. كانت نورة نملة مجتهدة في عملها، تقضي أيامها تنقل الطعام وتساهم في بناء العشوش لمجتمعها النشيط.

لكن على الرغم من هذا، كان لنورة حلم يشغل ذهنها ولا يفارقها. كانت تحلم بالطيران! كلما رأت الفراشات ترفرف بأجنحتها الزاهية في الهواء والطيور تسبح في السماء، شعرت بالشوق لمعرفة ما يشعرون به.

في يوم من الأيام، جلست نورة تراقب السماء وتشاهد الطيور المهاجرة تمر بها. قالت لنفسها: “لماذا لا أكون مثلهم، أطير وأسافر في الهواء؟” الحلم كان يبدو مستحيلا، لكن نورة كانت مقتنعة بأن لا شيء يستحيل مع الإرادة.

في الليل، عندما عادت إلى العش، قررت أن تخبر أصدقائها بحلمها. في البداية، ضحك بعضهم وقالوا: “نملة تطير؟ هذا لا يمكن!” لكن النملة سارة، التي كانت متفائلة دائما، قالت: “لماذا لا نساعد نورة في تحقيق حلمها؟”

اتفقت النملات على العمل معا لإنشاء جناحين لنورة. قاموا بجمع أوراق الشجر الرقيقة وألصقوها بعصير النباتات لإنشاء جناحين خفيفين. بعد أيام من العمل الجادّ، كانت الأجنحة مجهزة.

في صباح يوم مشرق، قررت نورة تجربة الطيران. صعدت إلى غصن منخفض ونظرت إلى أصدقائها قائلة: “إذا فشلت، لا تلوموني”. وقفزت من على الغصن وبدأت تحرك أجنحتها بسرعة.

في البداية، كانت الحركات مرتبكة، لكن بمرور الوقت، وقبل أن تلامس الأرض، بدأت نورة تستقر في الهواء! كان الإحساس رائعا ومميزا. طارت نورة قرب الزهور وفوق العشب، وأصدقائها يشاهدونها بإعجاب.

بعد أن عادت إلى الأرض، شكرت نورة أصدقائها على دعمهم وقالت: “لقد تعلمت أنه لا شيء يستحيل مع الإصرار والأصدقاء الجيدين”.

هل يمكن في رأيك أن الأحلام تصبح حقيقة مع الإرادة؟