النفق الذي لا مخرج له

النفق الذي لا مخرج له

كان الجو باردًا، والسماء مكفهرة بسحب رمادية تحجب أشعة الشمس. وقف سامر عند مدخل النفق، يتأمل الظلام الدامس الذي يمتد بلا نهاية. لم يكن يعرف لماذا جذبه هذا المكان، لكنه شعر أن شيئًا ما في أعماقه يدفعه للدخول. حمل مصباحه اليدوي، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يخطو الخطوة الأولى.

البداية الغامضة

كان النفق يبدو كأنه لم يستخدم منذ عقود؛ الجدران كانت متشققة، والهواء داخله كان باردًا ومشحونًا برائحة الرطوبة. عندما أضاء المصباح، لاحظ كتابات غريبة على الجدران. لم تكن باللغة التي يعرفها، لكنها بدت وكأنها تحكي قصة ما. أمسك بدفتر صغير وبدأ برسم الرموز، فقد شعر أن لها أهمية.

مع كل خطوة إلى الداخل، زادت الظلمة كثافة وكأن المصباح فقد قدرته على اختراقها. كان الصوت الوحيد هو صوت خطواته الذي يتردد عبر النفق.

أول علامات الخطر

بعد أن قطع مسافة طويلة، شعر أن الأرض تحت قدميه أصبحت ناعمة. عندما وجه المصباح نحو الأرض، وجد أنها مغطاة بطبقة سميكة من الرمال التي كانت تتحرك بشكل غير طبيعي. وكأنها تنبض بالحياة. تراجع بخطوة، لكنه سمع صوتًا قادمًا من الأعماق، صوتًا خافتًا، لكنه كان كافيًا ليجعله يتجمد في مكانه.

“من هناك؟” صرخ سامر بصوت مرتجف، لكن صدى كلماته كان هو الرد الوحيد. قرر التقدم بحذر، محاولًا التغلب على خوفه.

اللقاء الأول

بعد دقائق من السير، وجد بابًا قديمًا من الحديد الصدئ في منتصف النفق. كان الباب يحمل نفس الرموز التي رأها على الجدران. عندما حاول دفعه، لم يتحرك. لكنه لاحظ وجود فجوة صغيرة في الباب. من دون تفكير، وضع الورقة التي رسم عليها الرموز في الفجوة، وسمع صوتًا حادًا يشبه صرير آلة قديمة تتحرك.

انفتح الباب ببطء، ووجد نفسه أمام قاعة واسعة مليئة بالمرايا. كل مرآة كانت تعكس صورة مختلفة له. في واحدة، كان يبدو شابًا صغيرًا، وفي أخرى، كان عجوزًا منهكًا. وبينما كان يتأمل الصور، لاحظ أن أحد الانعكاسات بدأ يتحرك بشكل مستقل عنه.

الهروب من المرايا

شعر سامر بالرعب، لكن قبل أن يتمكن من الهروب، خرج الانعكاس من المرآة وكأنه كائن حي. كان يشبهه تمامًا، لكنه كان يحمل نظرة شريرة وابتسامة خبيثة. “أخيرًا، شخص جديد يدخل إلى هذا المكان!” قال الكائن بصوت يشبه صوت سامر، لكنه كان مليئًا بالسخرية.

حاول سامر أن يركض، لكن الكائن أمسك به. “لن تخرج من هنا أبدًا. هذا النفق لا مخرج له!” قال الكائن بصوت مرتفع، ثم دفع سامر بقوة إلى داخل مرآة.

عالم المرآة

عندما استعاد سامر وعيه، وجد نفسه في مكان يشبه النفق، لكنه كان مختلفًا. الألوان كانت باهتة، والجدران بدت وكأنها تنبض بالحياة. أدرك أنه أصبح محاصرًا داخل عالم المرآة. حاول العودة إلى المكان الذي دخل منه، لكن المرآة كانت الآن صلبة كالحجر.

بينما كان يبحث عن طريقة للخروج، بدأ يسمع أصواتًا هامسة تأتي من الظلام. لم تكن مفهومة، لكنها بدت وكأنها تحذره من شيء ما. فجأة، ظهر رجل عجوز يرتدي رداءً طويلاً. “لقد كنتَ أحمقًا بدخولك إلى هنا”، قال العجوز بصوت خافت.

الحل الوحيد

شرح العجوز لسامر أن النفق كان فخًا قديمًا وضعه كيان شرير لحبس الأرواح. “هناك طريقة واحدة فقط للخروج”، قال العجوز، وأعطاه قطعة معدنية صغيرة. “يجب أن تجد المرآة الصحيحة وتضع هذه القطعة فيها. لكن احذر، كل خطأ سيقربك أكثر من البقاء هنا للأبد.”

القرار المصيري

بدأ سامر البحث عن المرآة الصحيحة، لكنه وجد نفسه محاطًا بانعكاسات غريبة تحاول تضليله. بعضها كان يهمس له، وبعضها كان يحاول سحبه. بعد ساعات من البحث، وجد مرآة تحمل نفس الرموز التي رآها في البداية. وضع القطعة المعدنية فيها، وانفتح باب صغير ظهر في الجدار.

ركض سامر نحو الباب دون أن ينظر خلفه، ووجد نفسه مرة أخرى عند مدخل النفق. لكنه لاحظ شيئًا غريبًا: الرموز التي كان قد نسخها اختفت، والمصباح الذي كان يحمله لم يعد يعمل.

النهاية المفتوحة

نظر سامر إلى النفق مرة أخيرة قبل أن يغادر المكان. لكنه لم يستطع مقاومة الشعور بأن شيئًا ما تبعه إلى الخارج. هل كان مجرد وهم؟ أم أن النفق لم يفرج عنه بالكامل؟

هل تعتقد أن سامر نجح في الهروب فعلًا، أم

أن النفق ما زال يطارده بطرق أخرى؟ شاركنا رأيك!