النجمة التي سقطت من السماء

النجمة التي سقطت من السماء
https://elgazwey.group/

في ليلة هادئة من ليالي الشتاء، كانت السماء مرصعة بالنجوم اللامعة، وكل واحدة منها تبدو كأنها تحكي قصة عمرها الطويل. في قرية صغيرة وسط الجبال، كان هناك صبي يدعى “يوسف” يعيش مع جدته العجوز. كانت الجدة تروي دائمًا عن النجوم وكيف أنها تعيش في السماء لتراقب البشر، لكنها حذرت يوسف من النظر إليها لوقت طويل لأن هناك نجومًا تسقط أحيانًا.

ذات ليلة، وبينما كان يوسف يجلس على نافذة غرفته يتأمل السماء، لمح ضوءًا قويًا يشق السماء ويقترب نحو الأرض. لم يكن هذا الضوء عاديًا؛ فقد كان شعاعًا ذهبيًا متلألئًا، وعندما ارتطم بالأرض خلف الجبال، أحدث صوتًا أشبه بانفجار خافت.

https://elgazwey.group/

بداية المغامرة

شعر يوسف بفضول لا يقاوم لمعرفة ما حدث. ارتدى معطفه وخرج مسرعًا في الظلام متجاهلًا تحذيرات جدته. كانت الجبال تبدو مخيفة في الليل، لكن شيئًا ما في قلبه أخبره بأن هذا الحدث سيغير حياته.

عندما وصل إلى المكان، وجد حفرة صغيرة وفي وسطها جسم مضيء يشبه الحجر لكنه لم يكن عاديًا. كان ناعمًا ودافئًا وكأنه ينبض بالحياة. وبينما كان يوسف يحدق في الحجر، سمع صوتًا ناعمًا يقول: “ساعدني”.

اللقاء بالنجمة

تراجع يوسف مفزوعًا لكنه سرعان ما أدرك أن الصوت قادم من الحجر. تجرأ وسأل: “من أنت؟”. أجابت النجمة: “أنا نجمة من السماء، سقطت هنا لأني فقدت قوتي. أحتاج إلى مساعدتك للعودة إلى مكاني”.

وافق يوسف بحماس، لكنه لم يكن يعرف كيف يمكنه مساعدة نجمة. طلبت منه أن يحملها إلى مكان مفتوح حيث يمكنها استعادة قوتها من ضوء القمر.

https://elgazwey.group/

المهمة الأولى

حمل يوسف الحجر وتوجه به إلى قمة الجبل الأعلى في القرية. لكن الرحلة لم تكن سهلة؛ فقد واجه الرياح القوية، والعتمة، وأصوات الذئاب البعيدة التي أرعبته. رغم ذلك، كانت النجمة تشجعه بصوتها الهادئ وتخبره أنه قريب من تحقيق الهدف.

عندما وصل إلى القمة، وضع الحجر على صخرة كبيرة. انتظرا معًا حتى منتصف الليل عندما كان القمر في أوج لمعانه. بدأت النجمة تمتص ضوء القمر وتستعيد قوتها، لكنها كانت بحاجة إلى طاقة إضافية للعودة إلى السماء.

اللحظة الحاسمة

طلبت النجمة من يوسف أن يقدم لها شيئًا يعبر عن أعظم أحلامه. تردد يوسف، لكنه أدرك أن أحلامه كانت دائمًا بسيطة: حياة سعيدة لجدته وصحة دائمة لها. أخبر النجمة بذلك، وابتسم الحجر المتلألئ قائلاً: “حلمك نقي جدًا، وسأحققه”.

https://elgazwey.group/

النهاية السعيدة

في لحظة ساحرة، تحول الحجر إلى شعاع ذهبي صعد إلى السماء، مضيئًا القرية بأكملها. عاد يوسف إلى منزله ليجد جدته أكثر صحة ونشاطًا مما كانت عليه منذ سنوات.

مرت الأيام، وكل ليلة كان يوسف ينظر إلى السماء ويرى نجمة جديدة تضيء بشكل مختلف. كان يعلم أن هذه هي “نجمته”، ترسل له تحية من بعيد.

سؤال للقارئ

إذا كنت مكان يوسف، هل كنت ستغامر في الظلام لمساعدة نجمة من السماء؟