قصص رعب

المرآة الملعونة في العلية

المرآة الملعونة في العلية

المرآة الملعونة في العلية

عالم القصص

في إحدى القرى الصغيرة البعيدة، كانت هناك قريّة يغطيها الضباب معظم أيام السنة. المنازل كانت قديمة جداً، والطبيعة حولها كانت تعكس جمالاً هادئاً، لكن هناك مكان واحد في تلك القرية كان يثير الرعب في قلوب الجميع: منزل السيد “غسان”. هذا المنزل الذي كان يقع في نهاية الشارع، بعيداً عن باقي المنازل، كانت تحيط به الأساطير والحكايات العجيبة.

كان “غسان” رجلاً مسنّاً للغاية، عاشت زوجته معه في هذا المنزل منذ سنوات عديدة. لكن في الآونة الأخيرة، بدأت الأشياء الغريبة تحدث. اختفى السيد غسان وزوجته فجأة، ولم يرهما أحد منذ فترة طويلة. الناس بدأوا يتجنبون الحديث عن المنزل، ولكن فضولهم كان يزداد يوماً بعد يوم.

المرآة الغامضة في العلية

كانت هناك إشاعة قديمة تحكي عن مرآة غريبة كانت محفوظة في العلية، مرآة لم يرها أحد من قبل إلا السيد غسان وزوجته. ولكن قيل إن هذه المرآة كانت قد تحمل قوى خارقة، قوى قد تخرج الشخص الذي ينظر فيها عن عقله. كانت تقول الأسطورة إن المرآة كانت ملونة بألوان غريبة، وكأنها تحمل فيها صوراً متغيرة وعوالم لا تنتهي.

وفي أحد الأيام، قرر “سامي” شاب شجاع من القرية أن يكتشف حقيقة تلك المرآة الملعونة. كان سمعت الحكايات عنها، وبدأ فضوله يتملك منه. قرر أن يذهب إلى منزل السيد غسان رغم تحذيرات الجميع، ليكشف الأسرار التي كانت تحيط بذلك المكان.

الرحلة إلى العلية

في صباح يوم مشمس، قرر سامي أن يبدأ رحلته. دخل إلى منزل السيد غسان بهدوء، ووجد نفسه في مدخل مظلم. تسلل عبر الغرف التي كانت مغطاة بالغبار والعناكب. حتى أن السقف كان يئن من تحت خطواته. لكن سامي لم يخف، فقد كان مدفوعًا برغبة كبيرة في معرفة الحقيقة.

وصل إلى الدرج المؤدي إلى العلية، وكان الدرج قديمًا للغاية، وكل خطوة على خشبته كانت تُسمع بوضوح. وعندما وصل إلى العلية، كانت هناك رائحة غريبة في الجو، كأنها خليط من الخشب الرطب والعفن. لكن سامي، وهو يحاول التغلب على خوفه، قرر أن يفتح الباب. عندئذٍ، اكتشف المرآة.

كانت مرآة ضخمة، إطارها مصنوع من خشب داكن اللون، وقد كانت مغطاة بطبقة من الغبار. لكن ما كان يجعلها غريبة ليس حجمها فقط، بل كان هناك شيء في داخلها. كانت تعكس الأضواء بطريقة غريبة، وكأنها تنبض بالحياة. وكان هناك شيء غير طبيعي في عكساتها.

المرآة تكشف أسرار الماضي

نظر سامي إلى المرآة، وبمجرد أن فعل ذلك، شعر بشيء غريب. كانت المرآة لا تعكس صورته فقط، بل كانت تعرض له مشاهد من الماضي. كان يرى صورًا غير واضحة لأشخاص يدخلون ويخرجون من المنزل، وكأنها لحظاتٍ قديمة قد مرّت. ثم بدأت الصور تتغير، حيث أظهرت له مشاهد مرعبة، كان يرى السيد غسان وزوجته، لكن في حالة غير طبيعية، وكأنهم في عالم آخر.

وفي لحظة من اللحظات، شعر سامي بشيء ثقيل يضغط على صدره، وتوقف قلبه للحظة. كانت هذه المرآة ليست مجرد قطعة ديكور قديمة، بل كانت بوابة لشيء مظلم. وعندما نظر سامي مجددًا إلى انعكاسه في المرآة، شعر بشيء رهيب. كانت عينيه تتسعان بشكل غير طبيعي، وعقله بدأ يضطرب.

الخوف والمواجهة

بينما كان يحدق في المرآة، بدأت الأصوات الغريبة تتعالى. كانت أصوات همسات قادمة من داخل المرآة، وكأنها تحاول أن تخبره بشيء. بدأ سامي يشعر وكأن هناك شيئًا ما يريد الخروج من داخلها. وعندما اقترب أكثر، كانت الصور في المرآة تتغير بشكل أسرع، وكأنها تنبض بالحياة.

في تلك اللحظة، شعر سامي بشيء غريب يجذبه نحو المرآة. كانت يداه ترتجفان، لكنه لم يستطع مقاومة الرغبة في الاقتراب أكثر. وعندما وضع يده على الزجاج، حدث شيء غير متوقع. تم سحب سامي فجأة إلى داخل المرآة، وكأنه دخل في عالم آخر.

عالم المرآة

دخل سامي إلى عالم مظلم وغريب. كان المكان فارغًا، لكن الأضواء التي كانت تأتي من المرآة كانت تعكس صورًا غريبة عن ماضيه وحاضر الآخرين. كان سامي يشعر أنه في مكان بين الحياة والموت. كل شيء كان مشوشًا، والأصوات القادمة من المكان كانت همسات مؤلمة، وكأنها تحاول إخافته.

كان يحاول الهروب، لكن الطريق الذي كان يسلكه يتغير باستمرار. شعر وكأن الزمن قد توقف في هذا العالم المظلم. وبينما كان يركض محاولاً العثور على مخرج، كانت الصور في كل مكان تلاحقه، وكأنها تحاول أن تجذبه إلى داخلها.

النجاة من العلية

لحسن الحظ، تمكن سامي من العودة إلى العالم الحقيقي بعد أن اكتشف طريقة للتخلص من تأثير المرآة الملعونة. كان يشعر بالتعب الشديد، وعينيه كانت مليئة بالخوف. لكنه تعلم درسًا قاسيًا عن الفضول والتحدي. اكتشف أن هناك أشياء في الحياة لا ينبغي الاقتراب منها، حتى وإن كانت تبدو مغرية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح سامي أكثر حذرًا في تعاملاته مع الأشياء الغامضة. وكانت الأسطورة عن “المرآة الملعونة” تظل في ذاكرته، لكنه قرر أن يتركها وراءه.

ما رأيك أنت؟

هل تعتقد أن سامي كان محظوظًا لأنه نجا من المرآة الملعونة، أم أنه كان يجب عليه أن يكتشف المزيد؟ وهل ترى أن الفضول يمكن أن يكون خطيرًا في بعض الأحيان؟ شاركنا رأيك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى