حكايات قبل النوم

القمر الفضي والأميرة الحالمة

القمر الفضي والأميرة الحالمة

القمر الفضي والأميرة الحالمة

في قديم الزمان، عاش في مملكة “عالم القصص” ملكٌ عادل وطيب يُدعى الملك ريان. كان يحكم مملكته بحكمة، لكن مشكلته الوحيدة أنه لم يكن لديه إلا ابنة واحدة تُدعى الأميرة ليلى. كانت ليلى مشهورة بجمالها الذي لا يُضاهى وابتسامتها التي تنير القلوب، لكنها كانت تُعرف أيضًا بلقب “الأميرة الحالمة” لأنها قضت معظم وقتها في تأمل السماء والتفكير في القمر الفضي الذي يُضيء الليل.

حلم الأميرة الحالمة

منذ صغرها، كانت ليلى مهووسة بالقمر الفضي. كانت تخرج كل ليلة إلى شرفة قصرها وتحدق في السماء، متمنية لو أنها تستطيع لمسه. كانت تقول دائمًا: “القمر يبدو قريبًا جدًا، لكنه بعيد جدًا. يا ليتني أستطيع زيارته ولو ليوم واحد فقط”.

في أحد الليالي المقمرة، وبينما كانت الأميرة مستغرقة في تأملها المعتاد، سمعت صوتًا خافتًا يقول: “إذا كنتِ ترغبين حقًا في زيارة القمر، فما عليكِ سوى الإيمان بأحلامك”. التفتت ليلى بسرعة لترى من يتحدث، لكنها لم تجد أحدًا. ظنت في البداية أن ما سمعته كان محض خيال، لكنها قررت أن تتبع الصوت الداخلي الذي يدعوها لتحقيق حلمها.

بداية المغامرة

في صباح اليوم التالي، استدعت ليلى أحد مستشاري والدها وسألته عن الطرق الممكنة للوصول إلى القمر. ضحك المستشار وقال: “يا أميرة، القمر بعيد جدًا، ولا توجد طريقة للوصول إليه. إنه مجرد حلم مستحيل”. لكن كلمات المستشار لم تُثنِها عن هدفها.

بدأت الأميرة في قراءة كل ما يمكنها عن النجوم والكواكب. قررت أن تبني مركبة طائرة باستخدام السحر القديم الذي كان محفوظًا في مكتبة القصر. استعانت بصديقتها المقربة، الساحرة الصغيرة سارة، التي كانت تُجيد قراءة النصوص القديمة وفهم التعاويذ السحرية.

بناء المركبة السحرية

بعد أشهر من العمل الشاق والبحث، نجحت ليلى وسارة في بناء مركبة سحرية على شكل قمر صغير. كانت المركبة مصنوعة من مواد خفيفة ومزينة بأحجار لامعة تُشبه النجوم. وقبل الانطلاق، نظرت ليلى إلى والدها وقالت: “سأعود قريبًا، وسأروي لك كل شيء عن القمر الفضي”. لم يستطع الملك منعها، لكنه دعا لها بالتوفيق وطلب منها أن تكون حذرة.

رحلة إلى القمر الفضي

انطلقت ليلى في رحلتها، وكانت السماء مظلمة إلا من ضوء القمر الذي كان يرشدها. خلال رحلتها، مرت بغيوم كثيفة وأضواء متوهجة، لكنها لم تخَف. وبعد ساعات طويلة من الطيران، وصلت أخيرًا إلى القمر الفضي.

ما أن وطأت قدماها سطح القمر حتى شعرت بشيء غريب. كان المكان ينبض بالحياة، لكنه مختلف عن أي شيء رأته من قبل. كانت الأرض تتلألأ كأنها مغطاة بالماس، وكانت هناك كائنات صغيرة تُشبه النجوم تتحرك في كل مكان.

لقاء الملك القمري

بينما كانت ليلى تتجول على سطح القمر، قابلت ملك القمر الفضي، الذي كان طويلًا ونحيفًا وله عيون تشبه الأحجار الكريمة. قال لها الملك: “مرحبًا بكِ في عالمي. قليلون هم من يمتلكون الشجاعة لتحقيق أحلامهم والوصول إلى هنا. أخبريني، ماذا تريدين؟”

قالت ليلى: “لطالما حلمت بزيارة القمر الفضي لأرى جماله وأكتشف أسراره. الآن وقد وصلت، أريد أن أتعلم منك الحكمة التي تجعل القمر مضيئًا دائمًا وسط الظلام”.

حكمة القمر

ابتسم الملك القمري وقال: “يا أميرة الحالمة، الضوء الذي ترينه ليس مجرد نور، بل هو انعكاس لقلوب الناس الطيبة على الأرض. كلما زاد الخير في قلوب البشر، زاد نور القمر. أنتِ أيضًا تحملين في قلبك نورًا، ولهذا استطعتِ الوصول إلى هنا”.

شعرت ليلى بسعادة كبيرة وقالت: “سأعود إلى مملكتي وأحكي للجميع عن حكمتك. سأعلمهم أن الأحلام ليست مستحيلة، وأن النور ينبع من القلوب الطيبة”.

العودة إلى عالم القصص

عادت ليلى إلى مملكتها محملة بالقصص والحكم التي تعلمتها. روت للناس عن رحلتها وعن حكمة القمر الفضي. أصبحت الأميرة الحالمة مصدر إلهام للجميع، وأيقن أهل المملكة أن الأحلام يمكن أن تتحقق بالإيمان والعمل.

وفي إحدى الليالي، بينما كانت الأميرة تنظر إلى القمر من شرفتها، شعرت أن القمر يبتسم لها، كأنه يقول: “أنتِ الآن جزء من نوري”.


ما هو الحلم الذي طالما رغبت في تحقيقه؟ شاركنا قصتك في التعليقات!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى