القصر البعيد

القصر البعيد: أسرار وراء الأبواب المغلقة

 

في أعماق الصحراء الشرقية، حيث تختفي المظاهر الحديثة، ويعود الزمن إلى عصور غابرة، يقف قصر قديم يعرف بـ”القصر البعيد”.

القصر ليس مجرد بناء حجري ضخم، بل هو لغز كبير يجذب المغامرين والباحثين عن الأسرار. تقول الأساطير إنه من يدخله لن يعود أبدًا، ومن يقترب منه يسمع أصواتًا غريبة ويتنشق عبيرًا عتيقًا يبعث الرهبة في النفوس.

 

 

—

 

البداية: أسطورة القصر

 

يعود تاريخ القصر البعيد إلى القرن التاسع، حينما حكم المنطقة ملك يدعى “سليمان الغامض”. كان الملك معروفًا بحبه للغموض وشغفه بالسحر. تشير الروايات إلى أنه بنى القصر ليكون ملاذًا له ولحكمائه الذين استخدموا طقوسًا غريبة داخل أروقته. ومنذ وفاة الملك، قيل إن روحه لم تغادر القصر أبدًا، بل أصبحت تحرسه من الداخل.

 

 

—

 

وصول المغامر الشاب

 

في يومٍ مشمس، قرر “علي”، وهو شاب طموح ومحب للمغامرة، السفر لاستكشاف القصر البعيد. علي لم يكن يخشى الأساطير، بل كان يعتقد أنها مجرد خرافات صنعها القدماء.

جمع علي أغراضه الضرورية وانطلق في رحلة طويلة عبر الصحراء. الطريق كان مليئًا بالتحديات، من عواصف رملية إلى ندرة المياه. بعد أيام من السير، ظهرت أمامه ملامح القصر البعيد.

 

 

—

 

اللقاء الأول بالقصر

 

كان القصر ضخمًا، بجدرانه العالية ونوافذه المكسورة. بدا وكأنه شاهد على حقبة زمنية مختلفة. عند الاقتراب منه، لاحظ علي وجود نقوش غريبة على البوابة الرئيسية. كلمات غير مفهومة بلغة قديمة. حاول تفسيرها لكنه فشل. قرر أن يدخل القصر لاستكشاف المزيد.

 

 

—

 

داخل القصر

 

عند دخوله القصر، شعر علي ببرودة غير طبيعية رغم حرارة الصحراء. كانت الأبواب تئن كأنها تصرخ من الألم، والجدران تبدو وكأنها تتنفس.

داخل القاعة الرئيسية، وجد طاولة حجرية ضخمة وعليها خريطة قديمة. عند لمسه للخريطة، انفتح باب سري يقود إلى ممر مظلم. لم يتردد علي ودخل الممر، حيث بدأ يسمع أصواتًا كأنها تهمسات تخبره بالتراجع.

 

 

—

 

الغرفة السرية

 

وصل علي إلى غرفة مليئة بالكتب والمخطوطات. كان بعضها يحتوي على وصفات سحرية، والبعض الآخر كان يحكي عن أسرار الحضارات القديمة. وجد علي كتابًا كبيرًا مفتوحًا، وفي منتصفه صورة لرجل يشبهه تمامًا.

تفاجأ علي وبدأ في قراءة النصوص حول الصورة. اكتشف أن القصر كان ملكًا لأحد أجداده القدامى، وأن هناك لعنة عائلية تربطهم بالقصر. لم يكن أمامه خيار سوى كسر اللعنة ليتمكن من الخروج.

 

 

—

 

رحلة كسر اللعنة

 

لفك اللعنة، كان على علي جمع ثلاثة رموز مخفية داخل القصر:

 

1. رمز النار – موجود في برج القصر العلوي.

 

 

2. رمز الماء – مخبأ في بئر داخل الفناء الخلفي.

 

 

3. رمز الهواء – محفوظ داخل تمثال حجري ضخم في القاعة الرئيسية.

 

 

 

بدأ علي رحلته عبر القصر، محاربًا مخاوفه الداخلية ومواجهًا الظواهر الغريبة التي تحدث حوله. في كل مرة يقترب من رمز، كانت تظهر أمامه أشكال ظلانية تحاول منعه.

 

 

—

 

المواجهة الأخيرة

 

بعد جمع الرموز الثلاثة، عاد علي إلى الغرفة السرية. عند وضع الرموز في مكانها الصحيح على الطاولة الحجرية، انفتح بوابة أخرى، لكن هذه المرة كانت تقوده إلى الفناء الخارجي. ظهر شبح لرجل يشبه الملك سليمان.

قال الشبح: “لقد أثبت شجاعتك يا علي، وكشفت الحقيقة. القصر كان ينتظر وريثًا حقيقيًا.”

اختفى الشبح، وبدأ القصر في الانهيار. تمكن علي من الهروب في اللحظة الأخيرة، ووقف يشاهد القصر وهو يختفي تحت الرمال.

 

 

—

 

النهاية

 

عاد علي إلى قريته محملاً بقصة مثيرة عن القصر البعيد. لم يعد القصر يظهر مجددًا لأي شخص، لكن علي أصبح رمزًا للشجاعة في منطقته. قرر أن يكتب كتابًا عن مغامرته، ليبقى القصر البعيد ذكرى حية في ذاكرة الأجيال القادمة.

 

 

—

 

بهذه القصة الحصرية، نأمل أن تستمتعوا برحلة استكشاف القصر

،البعيد. إن كنت من محبي المغامرة والغموض، شاركنا أفكارك حول أسرار القصور القديمة!