الفتاة التي تعلمت أن تؤمن بنفسها

الفتاة التي تعلمت أن تؤمن بنفسها

في قرية صغيرة تقع بين الجبال، كانت تعيش فتاة تدعى سلمى. كانت سلمى فتاة خجولة، قلما تحدثت أمام الناس، وكانت تشعر دائمًا أن كلماتها ليست ذات أهمية. كان أهل القرية يرونها فتاة عادية، ولا يلتفتون إليها كثيرًا، لكنها كانت تحمل في قلبها حلمًا كبيرًا لم تجرؤ يومًا على البوح به.

الحلم المخفي

لطالما كانت سلمى تحب الرسم. كانت ترسم الطبيعة، الحيوانات، وحتى البشر، لكنها لم تجرؤ يومًا على عرض أعمالها لأي أحد. كانت تخشى أن يسخر منها الآخرون، فآثرت أن تخبئ رسوماتها في صندوق خشبي صغير أسفل سريرها.

لقاء غير متوقع

ذات يوم، وبينما كانت سلمى تجلس تحت شجرة ضخمة خارج القرية، مرّ رجل غريب يرتدي ملابس أنيقة ويحمل حقيبة مليئة بالأدوات الفنية. اقترب الرجل منها وسألها عما ترسم. حاولت إخفاء الورقة بين يديها، لكنها لم تستطع منع عينيه من رؤية العمل الذي كانت ترسمه.

ابتسم الرجل وقال: “هذا رائع! هل ترسمين كثيرًا؟”

أجابت بخجل: “أحيانًا… لكن هذا مجرد هواية.”

قال الرجل: “أرى فيك موهبة عظيمة. لماذا لا تعرضين أعمالك؟”

رحلة التحدي

لم تستطع سلمى النوم تلك الليلة. كلمات الرجل كانت تدور في رأسها. لأول مرة، شعرت أن شخصًا يرى فيها شيئًا مميزًا. لكنها كانت تخشى أن تعرض أعمالها وتلقى الانتقاد.

قررت أخيرًا أن تبدأ بخطوة صغيرة. اختارت إحدى رسوماتها المفضلة، وذهبت بها إلى معلمتها في المدرسة. عندما رأت المعلمة الرسم، دهشت بجمال التفاصيل والألوان، وأخبرت سلمى أن لديها موهبة نادرة.

اكتشاف الذات

شعرت سلمى بشيء غريب يتولد في داخلها. لم يكن ذلك مجرد فرح، بل كان بداية إيمان جديد بنفسها. بدأت تعرض أعمالها على أصدقائها وأفراد عائلتها. كان بعضهم يبدي إعجابه، بينما كان البعض الآخر يعبر عن رأيه بصراحة.

قررت سلمى أن تستفيد من جميع الآراء. استمرت في تطوير مهاراتها، قرأت عن تقنيات الرسم، وحضرت دروسًا عبر الإنترنت، واستخدمت كل الموارد المتاحة لتحسين أعمالها.

النجاح الأول

بعد أشهر من العمل الجاد، قررت سلمى أن تخطو الخطوة الكبرى. نظمت معرضًا صغيرًا في قاعة القرية، دعت فيه أهل القرية ليروا أعمالها. شعرت برهبة كبيرة وهي تستعد لذلك اليوم، لكنها تذكرت كلمات الرجل الغريب والمعلمة، وشعرت بالقوة في داخلها.

عندما افتُتِح المعرض، كان الناس يتجولون وينظرون إلى اللوحات بدهشة. بدأ البعض يثني على تفاصيل الأعمال، والبعض الآخر أبدى رغبته في شراء اللوحات. شعرت سلمى أنها حققت جزءًا من حلمها.

المغزى الحقيقي

لم يكن النجاح في بيع اللوحات فقط، بل كان في الشعور الجديد الذي ولّدته تلك التجربة. تعلمت سلمى أن الإيمان بالنفس هو المفتاح لتحقيق الأحلام. أدركت أن العالم لن يؤمن بك ما لم تؤمن أنت بنفسك أولًا.

ختام القصة

أصبحت سلمى فنانة معروفة في قريتها وخارجها. لم تعد تلك الفتاة الخجولة التي تخاف من النقد، بل أصبحت ملهمة لكل من حولها.

السؤال:

هل هناك حلم تخفيه في داخلك بسبب الخوف من الفشل

؟ ما الذي يمنعك من الإيمان بنفسك مثل سلمى؟