الغزالة الوديعة والهروب الكبير

الغزالة الوديعة والهروب الكبير

عالم القصص

في أعماق الغابة الخضراء، حيث تتشابك الأشجار العالية وتتراقص أوراقها مع نسمات الرياح، كانت تعيش الغزالة “لينا”، غزالة رقيقة بفراء بني لامع وعيون واسعة مليئة بالبراءة. لطالما أحبت الحياة الهادئة بين أفراد قطيعها، حيث كانت تجد الأمان في دفء العائلة والمرح مع أصدقائها من الحيوانات الأخرى.

لكن في أحد الأيام، تغير كل شيء…

الخطر يقترب!

عالم القصص

استيقظت “لينا” في الصباح الباكر على أصوات غير مألوفة في الغابة. كان هناك شيء غريب يحدث، فقد لاحظت حركة غير اعتيادية بين الطيور التي تحلق بسرعة في السماء، وكأنها تهرب من خطر قادم.

حاولت الاقتراب بحذر، فرأت مجموعة من الصيادين يدخلون الغابة بأسلحتهم وشباكهم، يتسللون بين الأشجار في صمت، وكأنهم أشباح سوداء تريد افتراس كل شيء جميل في هذا المكان.

خفق قلب “لينا” بسرعة، وعلمت أن عليها التصرف فورًا لإنقاذ نفسها وعائلتها قبل فوات الأوان.

خطة الهروب

عالم القصص

ركضت الغزالة نحو القطيع وهي تلهث، حاولت إخبارهم بالخطر، لكنهم كانوا مترددين في تصديقها. قال أحدهم:
“ربما مجرد زوار، لن يؤذونا!”

لكن “لينا” كانت واثقة أن الأمر ليس كذلك. كان عليها اتخاذ قرار سريع. نظرت حولها، فرأت طريقًا ضيقًا بين الأشجار، طريقًا لا يعرفه الصيادون، فقد كان مغطى بالأوراق والحشائش الكثيفة. كان الخيار الوحيد هو الهروب من هناك قبل أن يطبق الصيادون عليهم.

اللحظة الحاسمة

عالم القصص

عندما اقترب الصيادون أكثر، وبدأت أصوات خطواتهم تتردد في المكان، أطلقت “لينا” صوتًا عاليًا، كأنها تطلق إنذارًا للقطيع. حينها، أدرك الجميع أن عليهم التحرك. قفزت الغزلان وبدأت تركض بسرعة، متجهة نحو الطريق الضيق الذي أشارت إليه “لينا”.

لكن لم يكن الأمر بهذه السهولة…

فجأة، تعثرت إحدى الغزلان الصغيرة وسقطت على الأرض، وسمع الصيادون الصوت! التفتوا بسرعة وبدأوا بالجري نحوهم. كان الأمر أشبه بسباق بين الحياة والموت.

معجزة في اللحظة الأخيرة

عالم القصص

لم تستطع “لينا” ترك الغزالة الصغيرة خلفها. عادت مسرعة، استخدمت أنفها لدفعها بلطف حتى وقفت مجددًا، ثم شجعتها على الركض بأقصى سرعة. كانت أصوات الصيادين تقترب أكثر، ولكن بفضل ذكاء “لينا” وسرعة القطيع، نجحوا في الوصول إلى الممر الضيق قبل أن يصل إليهم الخطر.

عندما دخلوا جميعًا بين الأشجار الكثيفة، توقفت “لينا” للحظة، نظرت للخلف فرأت الصيادين وهم يتوقفون غاضبين، غير قادرين على تتبعهم داخل المسار المخفي.

شعرت “لينا” بسعادة غامرة، فقد أنقذت عائلتها من فخ كان سيقضي عليهم جميعًا. ومنذ ذلك اليوم، أصبح القطيع يثق بها أكثر، وأصبحت رمزًا للحكمة والشجاعة بين الغزلان.

العبرة من القصة

عالم القصص

في بعض الأحيان، لا يكون الصوت العالي أو الحجم الكبير هو ما ينقذنا من الأخطار، بل الذكاء، الشجاعة، وحب الآخرين. لو لم تتصرف “لينا” بحكمة وسرعة، لكان مصير القطيع مختلفًا تمامًا.

هل واجهت يومًا موقفًا احتجت فيه إلى اتخاذ قرار سريع لإنقاذ نفسك أو الآخرين؟ شاركنا قصتك في التعليقات! 😊