الغريب في بيت الأشباح

الغريب في بيت الأشباح – عالم القصص

كان هناك بيت قديم في أطراف قرية صغيرة، يعرف بين سكان القرية باسم “بيت الأشباح”. لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه، بسبب القصص التي تناقلها الناس جيلًا بعد جيل عن أصوات غامضة وضوء غريب ينبعث من نوافذه المهجورة في الليل.

في يوم من الأيام، وصل شاب غريب إلى القرية يُدعى يوسف. كان يوسف مغامرًا بطبعه، مولعًا باستكشاف الأماكن المهجورة ومعرفة أسرارها. عندما سمع عن بيت الأشباح، قرر أن يذهب لاستكشافه رغم تحذيرات أهل القرية. كانوا يقولون له: “لا تذهب هناك، إنه ليس مكانًا للبشر.”

لكن يوسف لم يأبه للتحذيرات. في صباح يوم غائم، توجه إلى البيت ومعه حقيبة صغيرة تحوي بعض الأدوات كالكشاف وحبل وكاميرا. عندما وقف أمام البيت، شعر برهبة غريبة. كانت الأشجار المحيطة تبدو وكأنها تنحني باتجاهه، والباب الخشبي القديم يصدر صوت أزيز مع كل هبة ريح.

داخل البيت – عالم القصص

فتح الباب بحذر ودخل. كانت رائحة الرطوبة والغبار تملأ المكان. الأرضية الخشبية تصدر أصواتًا تحت خطواته، والجدران مغطاة بطبقة من العفن. رفع الكشاف ليضيء المكان، فشاهد أثاثًا قديمًا مغطى بالأتربة، وستائر ممزقة تتدلى من النوافذ.

بينما كان يستكشف الغرف، لاحظ شيئًا غريبًا. كلما انتقل من غرفة إلى أخرى، كان يشعر وكأن شخصًا ما يراقبه. التفت عدة مرات لكنه لم يجد شيئًا. فجأة، سمع صوت خطوات خلفه. تجمد في مكانه، ثم استدار بسرعة، لكنه لم يرَ شيئًا سوى ظله الممتد على الحائط.

قرر يوسف أن يصعد إلى الطابق العلوي. كانت السلالم تصدر أصواتًا عالية، وكأنها تحتج على صعوده. عندما وصل إلى الطابق الثاني، وجد ممرًا طويلًا تصطف على جانبيه أبواب مغلقة. بدأ بفتح الأبواب واحدًا تلو الآخر. كانت الغرف فارغة إلا من بعض الأثاث القديم.

اكتشاف السر – عالم القصص

في نهاية الممر، وجد بابًا مختلفًا. كان مزينًا بنقوش غريبة وكأنها رموز قديمة. دفع الباب ببطء ودخل إلى غرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل عبر نافذة صغيرة. في وسط الغرفة، كان هناك صندوق خشبي كبير. اقترب منه وبدأ بفتحه، لكنه شعر فجأة بيدٍ توضع على كتفه.

استدار مذعورًا، لكنه لم يرَ أحدًا. قرر أن يتجاهل شعوره وفتح الصندوق. داخل الصندوق، وجد دفترًا قديمًا وأوراقًا متفرقة. بدأ بقراءة الدفتر، فاكتشف أنه مذكرات لشخص عاش في هذا البيت قبل أكثر من مئة عام. كانت المذكرات تتحدث عن أحداث غريبة وشخصيات تظهر في الليل.

بينما كان يوسف يقرأ، بدأت الأصوات تزداد. همسات وضحكات خافتة وأصوات خطوات تقترب منه. حاول أن يظل هادئًا، لكنه شعر بالخوف يتسلل إلى قلبه. فجأة، انطفأ الكشاف وأصبحت الغرفة في ظلام دامس.

المواجهة – عالم القصص

حاول يوسف أن يشعل الكشاف مرة أخرى، لكنه لم ينجح. سمع صوت باب يُغلق بقوة، ثم بدأت الغرفة تهتز. صرخ قائلاً: “من هناك؟! ماذا تريدون مني؟” لم يتلقَ إجابة سوى همسات تردد اسمه. شعر بشيء يتحرك حوله في الظلام.

قرر يوسف أن يغادر الغرفة. بدأ يركض نحو الممر، لكنه شعر وكأن الأرضية تحاول أن تعيقه. عندما وصل إلى السلالم، رأى ظلًا كبيرًا يقف عند مدخل البيت. توقف للحظة، ثم قرر أن يواجه مخاوفه.

قال بصوت مرتجف: “من أنت؟ ولماذا تفعل هذا؟” فجأة، سمع صوتًا عميقًا يقول: “لقد دخلت إلى مكان لا يجب أن تكون فيه. هذا بيتنا، وليس مكانًا للأحياء.”

أدرك يوسف أن البيت مسكون بأرواح لا تريد أن يزعجها أحد. اعتذر بصوت عالٍ وقال: “لم أكن أعلم. سأغادر فورًا.” وبعد لحظات، بدأت الأصوات تخفت، وشعر بأن البيت يتركه يرحل.

النهاية – عالم القصص

خرج يوسف من البيت وهو يلهث، وقد تعلم درسًا لن ينساه أبدًا. عندما عاد إلى القرية، أخبر أهلها بما حدث. لم يصدقه البعض، لكن البعض الآخر أكدوا له أن ما رآه هو حقيقة.

منذ ذلك اليوم، أصبح يوسف أكثر حذرًا في مغامراته. وقرر أن يشارك قصته ليحذر الآخرين من المخاطر التي قد يواجهونها في الأماكن المهجورة.

هل سبق لك أن زرت مكانًا مهجورًا وشعرت بشيء غريب؟ شاركنا تجربتك في التعليقات.