الغرفة المغلقة

الغرفة المغلقة

كان الوقت منتصف الليل، والهدوء يخيم على القرية الصغيرة التي تقع في وادٍ بعيد عن صخب المدينة. وسط هذا السكون، كانت هناك قصر قديم يُعرف باسم “قصر الغرفة المغلقة”. اشتهر القصر بين أهالي القرية بقصصه الغامضة التي تثير الرعب في النفوس.

البداية

انتقل الصحفي الشاب، عمر، إلى القرية ليقضي عطلة قصيرة بعيدًا عن ضغط العمل. أثناء تجواله في السوق المحلي، لاحظ مجموعة من الأهالي يتحدثون بصوت منخفض عن القصر القديم. اقترب منهم وسمع أحدهم يقول: “لا أحد يستطيع فتح الغرفة المغلقة، وكل من حاول انتهى به الأمر بالجنون.” أثارت هذه الكلمات فضول عمر، وقرر أن يتحرى الأمر بنفسه.

القصر القديم

كان القصر مهجورًا منذ عقود، وبابه الخارجي مغطى بالأشواك والأعشاب البرية. عندما اقترب عمر من القصر، شعر ببرودة غريبة تسري في جسده. لكن شغفه بالصحافة دفعه لتجاهل مخاوفه. بدأ بالتقاط الصور وكتابة الملاحظات. كان القصر مليئًا بالأثاث القديم المغطى بالغبار، ووجد في إحدى الغرف مكتبة تحتوي على كتب قديمة تتحدث عن الأساطير والظواهر الخارقة.

اكتشاف الغرفة المغلقة

أثناء تجوله في القصر، لاحظ عمر بابًا صغيرًا في نهاية ممر طويل. كان الباب مختلفًا عن باقي الأبواب، مصنوعًا من خشب داكن ومنحوت عليه رموز غريبة. حاول فتحه، لكنه كان مغلقًا بإحكام. على الأرض بجانب الباب، وجد دفترًا قديمًا يحتوي على مذكرات مالك القصر السابق. كتب المالك: “الغرفة تحمل سرًا لا يمكن للبشر تحمله. لا تحاول فتحها.”

قرار المواجهة

لم يستطع عمر مقاومة الفضول. عاد إلى القرية وسأل الأهالي عن القصر والغرفة المغلقة. أخبره رجل مسن أن الغرفة كانت تُستخدم لإجراء طقوس غامضة، وأنه في إحدى الليالي حدث شيء مروع داخلها، مما أدى إلى إغلاقها إلى الأبد. ومع ذلك، قرر عمر العودة إلى القصر ليكتشف الحقيقة بنفسه.

اللحظة الحاسمة

في الليلة التالية، حمل عمر حقيبته المليئة بالأدوات اللازمة: مصباح يدوي، وكاميرا، ومفاتيح معدنية كان يعتقد أنها قد تساعده في فتح الباب. عندما وصل إلى القصر، كان القمر مكتملًا، مما أضاف جوًا أكثر رهبة. بدأ بمحاولة فتح الباب باستخدام المفاتيح، وبعد عدة محاولات، سمع صوت طقطقة. فجأة، انفتح الباب ببطء.

ما وراء الباب

كانت الغرفة مظلمة تمامًا، لكن عندما أضاءها بالمصباح، رأى مشهدًا غريبًا: دوائر مرسومة على الأرض بحبر أحمر، وجدران مليئة برسومات ورموز غير مفهومة. في وسط الغرفة كان هناك صندوق خشبي صغير. شعر عمر بخوف عميق لكنه اقترب من الصندوق وفتحه بحذر.

المفاجأة الكبرى

داخل الصندوق وجد كتابًا قديمًا مكتوبًا بلغة غير معروفة. عندما حاول قراءة الكلمات، بدأت الغرفة تهتز وصوت همسات يملأ المكان. فجأة، انطفأ المصباح وأصبحت الغرفة غارقة في الظلام. شعر عمر بيدٍ باردة تمسك بكتفه. حاول الهروب لكنه وجد الباب مغلقًا.

الخاتمة

بعد ساعات من الصمت التام، استيقظ عمر ليجد نفسه ملقى خارج القصر. لم يستطع تذكر ما حدث بعد أن انطفأ المصباح، لكن الدفتر الذي كان بجانبه كان مفتوحًا على صفحة مكتوب عليها: “لقد حذرتك.” عاد إلى المدينة، لكنه لم يكن كما كان من قبل. كان يشعر دائمًا أن شيئًا ما يراقبه.

تحولت قصة عمر إلى واحدة من أكثر القصص إثارة في الصحافة، لكن الغموض حول الغرفة المغلقة ظل قائمًا. هل كان ما رآه حقيقة أم وهمًا؟ لا أحد يعلم. لكن الشيء المؤكد هو أن الغرفة المغلقة ستبقى لغزًا يثير فضول كل من يسمع عنه.