العطاء غير المشروط

العطاء غير المشروط: قصة سامر والعجوز في الحي القديم

في أحد الأحياء القديمة، حيث الشوارع الضيقة والمنازل المتلاصقة، عاش سامر، شابٌ في العشرينيات من عمره. كان سامر معروفًا بين أهل الحي بابتسامته الدائمة وشخصيته الهادئة. لم يكن يمتلك الكثير من المال، لكنه كان دائمًا يسعى لمساعدة من حوله بكل ما يملك، سواء بالكلمة الطيبة أو الفعل النبيل.

لقاء غير متوقع

ذات صباحٍ بارد، بينما كان سامر يسير متجهًا إلى عمله، لاحظ عجوزًا يجلس على حافة الطريق. كانت ملامح الرجل تدل على التعب والإرهاق، وملابسه البالية تشير إلى معاناة طويلة مع الحياة. توقف سامر للحظة، نظر إلى الرجل، ثم اقترب منه وسأله بلطف:

“هل تحتاج إلى شيء؟ هل يمكنني مساعدتك؟”

نظر العجوز إلى سامر بابتسامة حزينة وقال:

“أبحث عن مأوى. لقد فقدت بيتي وكل ما أملك، ولا أعلم إلى أين أذهب.”

قرار العطاء

لم يتردد سامر ولو للحظة. رغم ضيق ذات اليد، قرر أن يساعد الرجل. قاده إلى مقهى قريب وقدم له كوبًا من الشاي الساخن وبعض الطعام. جلس بجانبه وبدأ الحديث معه لمعرفة المزيد عن قصته. أخبره العجوز أنه كان عاملًا بسيطًا في مصنع، ولكن بعد إغلاق المصنع وتراكم الديون، فقد كل شيء.

بعد الحديث، فكر سامر في كيفية مساعدته بشكل أكبر. رغم أن راتبه بالكاد يكفيه، قرر أن يستضيف الرجل في منزله لبضعة أيام حتى يتمكن من ترتيب أموره.

البداية الجديدة

أمضى العجوز أيامًا في منزل سامر. كان سامر يقدم له الطعام والشراب دون أن يسأله مقابلًا. لم يكن يتوقع شكرًا أو جزاءً، بل كان يفعل ذلك لأنه شعر أن هذا هو الصواب.

خلال هذه الأيام، بدأ العجوز يشعر بالأمان والراحة. قرر أن يبحث عن عمل ليعيد بناء حياته. بمساعدة سامر، وجد وظيفة بسيطة في متجر قريب. شيئًا فشيئًا، بدأ العجوز يجمع المال ويستعيد ثقته بنفسه.

العطاء يولّد العطاء

بعد بضعة أشهر، تمكن العجوز من استئجار غرفة صغيرة. قبل أن يغادر منزل سامر، جاء إليه وقال:

“لن أنسى ما فعلته من أجلي. لقد أعطيتني الأمل عندما كنت في أحلك لحظاتي. أعدك أن أساعد كل من يحتاج في المستقبل، كما فعلت أنت معي.”

ابتسم سامر وقال:

“لا أريد منك وعدًا. فقط افعل الخير لأنه الشيء الصحيح.”

الدرس المستفاد

مرّت الأيام، وأصبح سامر والعجوز صديقين مقربين. لم يكن سامر يعلم أن فعل الخير الذي قام به سيغير حياة شخص آخر، لكنه أدرك أن العطاء بدون شروط يمكن أن يكون له أثر يفوق التوقعات.

هل تعتقد أن العطاء يمكن أن يغير حياة الآخرين؟ ومتى كانت آ

خر مرة قدمت فيها شيئًا دون أن تتوقع مقابله؟