العصفور الذي غنى في العاصفة

بعيداً في غابة خضراء ممتلئة بالأشجار العالية والنباتات الكثيفة، عشش صغير وجد مكانه على غصن قوي لشجرة عتيقة. في داخل العش، كان هناك عصفور صغير يدعى “زاد”. كان زاد يملك ريشاً أصفر لامعا، وكان صوته العذب يملأ الغابة بالحيوية والأمل.

في إحدى الليالي الهادئة، بدأت الرياح تعصف والغيوم تتكالب على السماء. كان واضحاً أن عاصفة عنيفة في طريقها. عندما هبت الرياح وبدأت الأغصان تتراجف، خافت الحيوانات واختبأت في ملاجئها. لكن زاد كان ينظر من بين غصون عشه ويملأه الفضول.

حين اجتاحت الروعة الغابة، وصل صوت الرعد وزاد زئير الرياح، أوضح زاد أنه لن يدع الخوف يسيطر عليه. خرج من العش ووقف على غصن أقرب للسماء. وفي لحظة صمت قصيرة بين رعدة وأخرى، انطلق صوت غنائه. كان صوت زاد عذباً وقوياً، يشعر الجميع بالسكينة والطمأنينة.

أصبح غناء زاد ملجأً معنوياً لجميع من في الغابة. كانت الحيوانات تخرج بحذر من ملاجئها لتسمع صوته. الذئاب، الأرنبة، والغزلان، جميعها وقفت في دائرة حول شجرة زاد. الرياح لم تهدأ، والأمطار لم تتوقف، ومع ذلك كان الهدوء يملأ قلوب المخلوقات.

في صباح اليوم التالي، انقشعت العاصفة وأشرقت الشمس من جديد. كان الجميع ممتنين لزاد وصوته الذي منحهم الأمل والقوة. في ذلك اليوم، لم يكن زاد عصفوراً صغيراً فقط، بل صار رمزاً للشجاعة والإيمان.