العصفور الذهبي

العصفور الذهبي: أسطورة الحكمة والجمال

في أعماق غابة خضراء ممتدة، عاشت أنواع لا تُحصى من الطيور الملونة. لكن بين كل هذه الطيور، كان هناك طائر واحد يثير الإعجاب والدهشة. كان يُطلق عليه “العصفور الذهبي” بسبب ريشه الذي يشع بريقًا كالذهب الخالص تحت أشعة الشمس.

بداية الأسطورة

لم يكن العصفور الذهبي كغيره من الطيور. لم يكن يتميز فقط بجماله، بل كان معروفًا أيضًا بحكمته وذكائه. قيل إن هذا العصفور قادر على حل أعقد المشاكل التي تواجه سكان الغابة، سواء كانت بين الحيوانات أو حتى البشر الذين يزورون أطراف الغابة.

في إحدى الليالي المقمرة، جلس العصفور الذهبي على أعلى شجرة بلوط قديمة تطل على بحيرة الغابة. كان الغابة هادئة، والنسيم يحمل معه رائحة الزهور البرية. وبينما كان العصفور يستمتع بجمال الليل، سمع صوت بكاء خافت قادم من طرف الغابة.

لقاء مع الفتاة الصغيرة

قرر العصفور الذهبي أن يتبع الصوت. وبين الأشجار، وجد فتاة صغيرة تبكي بحرقة. اقترب منها وقال بصوته العذب: “لماذا تبكين يا صغيرة؟” رفعت الفتاة رأسها بدهشة، وعندما رأت العصفور الذهبي، انبهرت بجماله وقالت: “لقد ضاع مني مفتاح صندوق والدي، ولا أستطيع العثور عليه، وسيغضب إذا علم بذلك.”

ابتسم العصفور وقال: “لا تقلقي، سأساعدك في العثور عليه.” وبفضل نظره الحاد وقدرته على الطيران لمسافات بعيدة، استطاع العصفور الذهبي أن يجد المفتاح بين الأعشاب الطويلة بجانب البحيرة. شكرت الفتاة العصفور، وعادت إلى منزلها سعيدة.

شهرة العصفور الذهبي

مع مرور الأيام، انتشرت قصة الفتاة والعصفور الذهبي في القرية المجاورة للغابة. بدأ الناس يأتون إلى الغابة بحثًا عن هذا الطائر الأسطوري. كان بعضهم يطلب المساعدة، بينما كان آخرون يحاولون الإمساك به للاستفادة من جماله وثروته المحتملة.

لكن العصفور الذهبي كان ذكيًا بما يكفي لتجنب الوقوع في الفخاخ. كان يساعد فقط من يأتي إليه بنية صافية وحاجة حقيقية.

الصياد الجشع

في يوم من الأيام، جاء صياد جشع إلى الغابة. كان قد سمع عن العصفور الذهبي من أحد سكان القرية، وقرر أن يصطاده ليبيعه بثمن باهظ. نصب الصياد شبكة كبيرة في قلب الغابة ووضع طعامًا مغريًا لجذب العصفور.

لكن العصفور الذهبي لم يكن ساذجًا. لاحظ الشبكة من بعيد وقرر أن يُلقن الصياد درسًا. اقترب من الشبكة وبدأ يغني بأجمل ألحانه. انجذب الصياد إلى الصوت، وبدلاً من أن يصطاد الطائر، وقع هو في شبكته الخاصة.

الحكمة مقابل الحرية

عندما وجد الصياد نفسه محاصرًا، بدأ يصرخ طالبًا المساعدة. اقترب العصفور الذهبي منه وقال: “لماذا أردت أن تؤذيني وأنا لم أؤذيك؟” أجاب الصياد بتردد: “كنت أريد المال… لم أفكر في عواقب أفعالي.”

قال العصفور بحكمة: “سأساعدك، لكن عليك أن تتعلم درسًا. الجشع لن يجلب لك السعادة. اترك الطيور تعيش في سلام، وستجد أن الطبيعة ستمنحك أكثر مما كنت تتوقع.” وافق الصياد، وتعهد بعدم إيذاء أي كائن في الغابة مرة أخرى.

خاتمة القصة

عاد العصفور الذهبي إلى حياته في الغابة، وأصبح رمزًا للحكمة والجمال. تعلم الجميع من قصته أن الجمال الحقيقي يكمن في العطاء ومساعدة الآخرين، وليس في الجشع والرغبة في التملك.

أما الصياد، فقد أصبح رجلاً طيبًا، يروي للأطفال في القرية قصة العصفور الذهبي ليعلمهم قيمة اللطف والحكمة. ومع مرور الزمن، بقيت أسطورة العصفور الذهبي حية، تلهم الأجيال وتعلمهم

أن الحياة أجمل عندما نعيشها بسلام وحب.