الضوء الأخير

في قرية صغيرة محاطة بالجبال والوديان، عاش فتى يُدعى “نور”. كان نور معروفًا بفضوله وحبه للاستكشاف، وكان يقضي أيامه في التجول بين الحقول والغابات المحيطة بقريته.

في أحد الأيام، بينما كان نور يتجول قرب الغابة، لاحظ ضوءًا غريبًا ينبعث من أعماقها. كان الضوء ساطعًا وجذابًا، مما أثار فضوله ودفعه للتوجه نحوه.

عندما اقترب نور من مصدر الضوء، وجد كهفًا قديمًا لم يره من قبل. دخل الكهف بحذر، وكلما تعمق فيه، ازداد الضوء سطوعًا. في نهاية الكهف، وجد بلورة كبيرة تشع بضوء ذهبي دافئ.

بينما كان نور يتأمل البلورة، سمع صوتًا هادئًا يقول: “أنا البلورة السحرية، أحمل في داخلي قوة الضوء الأخير. من يمتلكني، يستطيع استخدام هذه القوة لنشر الخير والنور في العالم.”

شعر نور بالحماس، لكنه تساءل عن كيفية استخدام هذه القوة بشكل صحيح. قرر أن يعود إلى قريته ويستشير الحكيم العجوز “حكيم”، الذي كان معروفًا بحكمته ومعرفته الواسعة.

عندما أخبر نور حكيم عن البلورة، ابتسم الحكيم وقال: “يا نور، الضوء الأخير هو رمز للأمل والخير. إذا استخدمته بحكمة، يمكنك تحقيق أشياء عظيمة. ولكن تذكر، مع القوة تأتي المسؤولية.”

عاد نور إلى الكهف وأخذ البلورة معه. بدأ يتعلم كيفية استخدام قوتها لنشر النور في قريته. استخدمها لإضاءة الطرق في الليل، ومساعدة المزارعين في حقولهم، وجلب الدفء إلى المنازل في الأيام الباردة.

مع مرور الوقت، أصبح نور معروفًا في القرى المجاورة بفضل أعماله الخيرة. بدأ الناس يأتون إليه طلبًا للمساعدة، وكان دائمًا يستخدم قوة البلورة لخدمتهم.

في أحد الأيام، جاء إلى نور رجل غريب يحمل أخبارًا عن قرية بعيدة تعاني من ظلام دائم. قرر نور السفر إلى تلك القرية ومساعدتها. عند وصوله، اكتشف أن القرية محاطة بسحابة سوداء تمنع دخول الضوء.

استخدم نور قوة البلورة لتبديد السحابة، وعادت الشمس لتضيء القرية مرة أخرى. شكر أهل القرية نور على مساعدته، وأدركوا أهمية الأمل والنور في حياتهم.

بعد هذه الحادثة، أدرك نور أن مهمته هي نشر النور والأمل في كل مكان. استمر في رحلاته، مستخدمًا قوة البلورة لخدمة الآخرين ونشر الخير في العالم.

وهكذا، عاش نور حياة مليئة بالمغامرات والأعمال الخيرة، محققًا رسالته في نشر النور

والأمل في قلوب الناس.