الصورة التي تتغير ليلاً

الصورة التي تتغير ليلاً

عالم القصص

في قرية صغيرة تقع وسط الغابات الكثيفة، كانت هناك شائعة قديمة تتحدث عن صورة غامضة توجد داخل قصر مهجور على أطراف القرية. تقول الأسطورة إن هذه الصورة ليست كأي صورة عادية؛ فهي تتغير ليلاً وتكشف عن أسرار مخيفة لمن يجرؤ على النظر إليها.

بداية الحكاية

كان هناك شاب يُدعى سامر يعيش في القرية، وكان شغوفًا بالقصص والأساطير. ذات يوم، بينما كان يجلس مع أصدقائه في إحدى الأمسيات الباردة، تحدَّثوا عن القصر المهجور والصورة الغامضة. تشجَّع سامر وقال: “لماذا لا نذهب لاكتشاف الحقيقة؟”.

رغم الخوف الذي بدا على وجوه أصدقائه، قرر سامر الذهاب بمفرده. حمل مصباحًا صغيرًا وكاميرا، وانطلق نحو القصر المهجور مع حلول المساء.

القصر المهجور

حين وصل سامر إلى القصر، كان الظلام قد بدأ يبتلع القرية. بدا القصر مهجورًا ومخيفًا، تحيط به الأشجار الكثيفة التي تصدر أصواتًا غريبة بفعل الرياح. فتح الباب بصعوبة ودخل بحذر. كانت الجدران مغطاة بالغبار واللوحات القديمة.

في منتصف القصر، وجد سامر الصورة المزعومة. كانت صورة لامرأة جميلة ترتدي فستانًا قديمًا، وعيناها تلمعان وكأنهما تنظران مباشرة إلى من يحدق بها. وقف سامر أمامها وهو يشعر بمزيج من الرهبة والإثارة.

الصورة تتغير

مع مرور الوقت، بدأ سامر يلاحظ شيئًا غريبًا. بدت ملامح المرأة في الصورة تتغير تدريجيًا. تحولت ابتسامتها إلى تعبير غاضب، وعيناها أصبحتا تشتعلان كالنار. شعر سامر بالخوف، لكنه لم يستطع التوقف عن النظر.

فجأة، سمع صوتًا همسًا خلفه. التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. قرر سامر التقاط صورة باستخدام الكاميرا. بمجرد أن ضغط على زر التصوير، انطفأ المصباح الذي كان يحمله.

الهروب من القصر

في الظلام الحالك، بدأ سامر يسمع خطوات قادمة من الممرات المظلمة. شعر برعشة تسري في جسده، وركض بسرعة محاولًا الخروج من القصر. لكنه اكتشف أن الباب الذي دخل منه قد أغلق بإحكام.

في تلك اللحظة، رأى ضوءًا خافتًا ينبعث من الصورة. كانت المرأة في الصورة تضحك بصوت عالٍ ومخيف. بصعوبة، وجد سامر نافذة مكسورة وقفز منها، ليجد نفسه خارج القصر.

كشف السر

بعد أن عاد إلى منزله، فتح الكاميرا ليشاهد الصورة التي التقطها. كانت المفاجأة أن الصورة لم تكن لامرأة، بل لهيكل عظمي يرتدي نفس الفستان القديم. أدرك سامر أن الصورة تحمل لعنة، وأن كل من ينظر إليها يُعرض نفسه للخطر.

النهاية الغامضة

قرر سامر أن يذهب إلى شيخ القرية ليحكي له ما حدث. أخبره الشيخ أن هذه الصورة تعود لامرأة كانت تعيش في القصر قبل مئات السنين، وأنها ماتت في ظروف غامضة. منذ ذلك الحين، يُقال إن روحها تسكن الصورة وتحاول الانتقام من أي شخص يقترب منها.

في النهاية، ترك سامر القرية، لكنه لم يستطع نسيان ما حدث. كلما حل الليل، كان يشعر وكأن هناك من يراقبه.

سؤال للقارئ

ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان سامر؟ هل كنت ستدخل القصر أم تتجنب المخاطرة؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

عالم القصص