الصدفة التي غيرت كل شيء

الصدفة التي غيرت كل شيء

في صباح يوم هادئ، كان سامر يسير في شارع ضيق وسط المدينة القديمة. لم يكن يومه مختلفًا عن أي يوم آخر. نفس الطريق، نفس الناس، ونفس الروتين الممل. سامر، الشاب الثلاثيني، يعمل موظفًا في شركة صغيرة. يعيش حياة عادية، بلا أحلام كبيرة أو طموحات مبهرة.

في ذلك الصباح، بينما كان ينظر إلى الأرض، لاحظ ورقة ملقاة بجانب الرصيف. توقف للحظة، تردد قليلاً، ثم انحنى ليرفعها. كانت ورقة قديمة، يبدو أنها جزء من دفتر ملاحظات. كانت الكتابة باهتة، لكنها مقروءة.

كتب على الورقة:

“أحيانًا، ما تعتقد أنه طريق مسدود، قد يكون بوابتك إلى عالم جديد. اتبع ما يجلب السعادة لقلبك.”

قرأ سامر الكلمات عدة مرات، ثم طوى الورقة ووضعها في جيبه. لم يكن يعلم أن هذه الجملة ستغير حياته بالكامل.

بداية التغيير

في المساء، عندما عاد إلى منزله، جلس يتأمل الكلمات. “ما الذي يمكن أن يجلب السعادة لقلبي؟” سأل نفسه. أدرك فجأة أنه كان يعيش حياة لم يكن راضيًا عنها. عمله كان مرهقًا ومملًا، ولم يعد لديه أي شغف. تذكر أنه كان يحب الرسم عندما كان صغيرًا، لكنه تخلى عن هذا الحلم لأن عائلته لم تعتبره “مهنة حقيقية”.

قرر سامر في تلك الليلة أن يشتري أدوات رسم ويبدأ مجددًا. ذهب إلى متجر قريب واشترى لوحًا وألوانًا. عندما عاد، جلس على طاولته الصغيرة وبدأ يرسم للمرة الأولى منذ سنوات.

مفاجآت غير متوقعة

لم يكن الرسم سهلاً في البداية. يده كانت متيبسة، وأفكاره مشتتة. لكنه استمر. بعد أسبوعين، كان لديه لوحة مكتملة. قرر أن يشاركها على الإنترنت في إحدى المجموعات الخاصة بالرسم. لم يتوقع أن تلقى لوحته إعجابًا كبيرًا. حصل على عشرات التعليقات المشجعة.

أحدهم تواصل معه وأخبره أن لديه موهبة تستحق الاهتمام، وعرض عليه المشاركة في معرض فني صغير يُقام في المدينة. تردد سامر، لكنه وافق في النهاية.

المعرض الذي غيّر مجرى حياته

في يوم المعرض، كان سامر متوترًا. لوحته كانت بسيطة مقارنة بلوحات الآخرين. لكنه فوجئ بامرأة تقف أمام لوحته لفترة طويلة. تقدّم إليها وسألها عن رأيها. أخبرته أنها معجبة جدًا بأسلوبه وأنها تمتلك معرضًا في مدينة أخرى، وترغب في عرض أعماله هناك.

كانت هذه بداية جديدة لسامر. بدأ يتلقى دعوات للمشاركة في معارض مختلفة، وشيئًا فشيئًا أصبح اسمه معروفًا في الوسط الفني.

تأثير الصدفة

تذكر سامر الورقة التي وجدها في الشارع. “لو لم ألتقطها، لما تغير شيء في حياتي”، قال لنفسه. كانت تلك الصدفة البسيطة هي النقطة التي انطلقت منها رحلته نحو حياة جديدة مليئة بالشغف والسعادة.

سؤال للقارئ

هل تعتقد أن الصدف يمكن أن تغير حياتنا؟ وهل هناك تجر

بة شخصية مررت بها جعلتك تؤمن بذلك؟